صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/37

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
حال بني عبيد
٢١

الرعية بالقيام له عند ذكر اسمه في الخطبة وغيرها من مواضع الاجتماع . وكان كثير التلون لعنه الله ، مرة يأمر ببناء الكنائس ومرة يهدمها ، وبنى المدارس وجمع فيها الفقهاء والمشايخ وقتلهم وأخربها. وأمر بقتل الكلاب ، وحرم الملوخية ، وأغلق الاسواق نهار أو أمر أن تفتح ليلا ، وله قبائح كثيرة

وكانت دولة بني عبيد الناجين١ دولة رديئة تنقسب لفاطمة الزهراء رضي الله عنها كذبا وافتراء . وغرهم في ذلك نسبتهم إلى الحسين بن محمد بن قدامع ، كان بمجوسياً ، وقيل يهودياً ، فظنوا أنه الحسين بن علي رضي الله عنهما وأنما هم زنادقة مجوس أو يهود، وعلى ذلك أكثر المؤرخين . وبهم ارتفعت الخلافة العباسية من مصر سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة كما ذكرنا، وتسموا ظلما بالخلفاء وامراء المؤمنين ، وأقاموا مذاهب الرفض والشيعة وعطلوا الحدود وأباحوا الفروج ، وسفكوا الدماء وسبوا الأنبياء

وفي مدتهم - لعنهم الله - ضيعوا أئمة السنة قتلاً و نفياً وتشريداً . وأفردهم العلماء بالتأليف ، فنهم أبو شامة٢ ، أفردهم بكتاب سماء و كشف ما كان عليه بنو عبيد ، من الكفر والكذب والكيد » . وكتب بعض أجلة بغداد من العلماء فيهم أيام الحاكم كتاباً بين أنهم ليسوا من ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وأنما هم كفار فساق و ملحدون، وزنادقة ومبطلون، والاسلام جاحدون ، عطلوا الحدود وأباحوا الفروج ، وسفكوا الدماء ، وسبوا الأنبياء . الخ

وقال الرعينى : أجمع علماء القيروان أن حال بني عبيد حال المرتدين والزنادقة لما أظهروا من خلاف الشريعة. وقال أبو الحسن القابسي من علماء القيروان :


  1. من المؤانسة دولة بني عبيد في مصر بالناجمة لان دولتهم تاسست في الفريقية بسجلماسة وأول من اتقل منهم الى مصر هو المعز لدين الله سنه ٣٦٢ وهو الذي بني مدينة القاهرة
  2. هو الامام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن اسماعيل الصفتي توفي بها سنة ٦٦٥ وكنيته أبو شامة