صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/49

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
حروب تميم وابن علناس
٣٣

من مال وسلاح و دواب وغير ذلك واقتسموها على ما استقر بينهم . وبهذه الوقعة تم للعرب ملك البلاد. فانهم قدموها من ضيق وفقر وقلة دواب فاستغنوا وكثرت اهم وسلاحهم ، وقل المحامي من البلاد. وأرسلوا الأموال والسلاح ويخيم الناصر بدو ايها الى تعميم فردها وقال : يقبح ان آخذ سلب ابن عمي . فأرضى العرب بذلك

و علناس : بفتح السين المهملة واللام والنون ، وبعد الألف سين مهملة

ولما كانت هذه الوقعة بين بني حماد والعرب ، وقويت شوكة العرب اغتم تميم لذلك وأصابه حزن شديد ، فبلغ ذلك الناصر وكان له وزير اسمه أبو بكر ابن أبي الفتوح، وكان رجلا جيداً يجب الاتفاق بينهم و يهوى دولة تيم فقال للناصر : ألم أشر عليك أن تقصد ابن عمك وأن تتفقوا على العرب و فانكما لو اتفقها لأخرجتها العرب ، فقال الناصر صدقت ، ولكن لا مرد لما قدر، فأصلح ذات بيننا ، فأرسل الوزير رسولا من عنده الى تميم يعتذر ويرغب في الاصلاح فقبل تميم قوله وأراد أن يرسل رسولا إلى الناصر ، فاستشار أصحابه فاجمع وأيهم على محمد بن البصبح وقالوا هذا رجل غريب وقد أحسنت اليه وحصلت له منك الاموال والاولاد ، فاحضره وأعطاه دواب وعبيداً وأرسله رسول حتى وصل الى موضع بجاية١، وكانت حينئذ منزلا فيه رعية من البربر، فنظر اليها محمد من البعبع وقال في نفسه أن هذا موضع يصلح أن يكون مرسى ومدينة ، وسار حتى وصل إلى الناصر ، فلما وصل أوصل الكتاب وأدى الرسالة وقال الناصر : معي وصية اليك وأحب أن يخلى المجلس، فقال الناصر


  1. بجاية - بكسر الباء - مدينة على ساحل البحر بالفريقية . أولى من استعلها الناصر بن علناس بن حماد بن زیری بن مناد این بلكين في حدود ٤٥٧. وكانت قديما ميناء ثم بليت المدينة . وفي قبلتها حيال كانت قاعدة ملك بي عماد . وتسمى الناصرية أيضا بلدهم باليها ، وبينها وبين ميلية ثلاثة أيم. وميلة هذه مدينة صديرة في أقصى افريقية . ولما غزا المنصور بن المهدي كتامة في سنة ٣٧٨ ريف إليها المخرج اليه النساء والعجائز والاطفال ، فلما رأم بكى وأمر الا يقل منهم أحد او معجم