وملك شاه هذا من أولاد بعض أمراء الاتراك ببلاد المشرق . آله في بلاده أخرجوه منها فسار إلى مصر في مائة فارس زمن الافضل وأمير الجيوش ، فأكرماء وأعطياء أقطاعا وأموالا ، ثم بلغهما عنه أشياء توجب اخراجه من مصر . فخرج هو وأصحابه هاربين، واحتالوا حتى أ أخذوا سلاحاً وخيلا وتوجهوا الى المغرب فوصلوا الى طرابلس وملكوها بواسطة بعض أهلها واليها وأخرجوا واليها . فلما مجمع تميم الخبر جهز العساكر اليها وضيقوا على الاتراك بها ففتحوها١ ووصل شاه إلى المهدية فسر به تميم ومن معه ، وقال : قد ولد لي مائة انتفع بهم، وكانوا لا يخطيء لهم . ، فلم تطل الايام حتى جرى لهم أمر غير نميما عليهم ، فعلم شاء ملك ذلك وكان داهية خبينا .. فخرج يحيى بن تميم الى الصيد في جماعة من أعيان أصحابه نحو مائة فارس و معه شاه ملك ، وكان قد قدم اليه ألا يقرب شاه ملك فلم يقبل ، فلما أبعدوا في طلب اللصيد غدر به شاه ملك وقبض عليه وسار به و يمن أخذ من أ من أصحابه منه الى صفاقس، وبلغ الخير تميها فركب وسير الساكر في أثرهم فلم يدركوهم ، ووصل شاه ملك بيحيى بن تميم إلى صفاقس فركب صاحبها حمو بن مليل٢ ولقي يحيي ومشى في ركابه وأجلا وقبل يده وعظمه واعترف له بالعبودية ، فأقام أياما ولم يذكره أبوه بكلمة وكان قد جعله ولي عهده ، فلما أخذ أقام أبوه مقامه ابناً له آخر اسمه « منني » ثم خلاف حمو يحيى على نفسه أن يثور معه الجند وأهل البلد ويملكوه عليهم ، فأرسل الى تميم كتابا يسأله انفاذ الاتراك وأولادهم ليرسل اليه ابنه يحي ، ففعل ذلك بعد اقتناع منه ، وقدم يحي محجبه وه عنده مدة ثم أعاده إلى حاله ورضي عنه ، وجهز معه عسكرا الى صفاقس فسار
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/52
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٣٦
التذكار