صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/53

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
وفاة تميم
٣٧

اليها وحصرها براً وأقام عليها شهرين ، وضيق على الاتراك بها، واستولى عليها بعد أن فارقها الاتراك إلى قابس

ولما أخذ الحسن أخاه المثنى وأخرجه تميم من المهدية قصد الامير بكر بن كامل الدهماني بقابس١، و حسن له الخروج الى صفاقس والمهدية وأطمعه فيها وضمن مثنى من يمكنه جمعه وساروا إلى صفاقس وبلغهم أن جند تميم قسم عليهم وأنه لا طاقة لهم به ، فساروا عنها إلى المهدية فنزلوا عليها وقاتلوها . وكان الذي تولى قتالهم من أهل المهدية يحيى بن تميم وظهرت منه شهامة وشجاعة وحسن تدبير، فلم يبلغوا منها غرضاً وعادوا خائبين، وتلف ما كان مع المثنى من مال وغيره، وعظم أمر يحي وصار هو المشار اليه

و توفي تميم في رجب سنة أحدي وخمسمائة . وكان شجاما ذكيا له معرفة حسنة ، حليا ، كثير العفو على الجرائم العظيمة . عفا عن مظفر كاتب حمو الذي كان يكتب لتميم عن حمو ما يغيظه ، وبلغ منه كل مبلغ لما وصل اليه حين فر حمو الى صفاقس، وقد كان دخل عليه وهو لا يشعر ، وحين مثل بين يديه طلب العفو شدة حقد عليه ومثل هذا الذنب لا تغتفره الملوك، بل تتجاوز فيه فيفا عنه الى العقاب ، وتتعدى العقاب إلى ضرب الرقاب

وكان له شعر حسن - فمنه أنه وقع حرب بين طائفتين من العرب : عدي ورياح ، فقتل رجل من رياح ثم اصطلحوا وأهدروا دمه ، وكان صلحهم مما يضر به و بيلاده ، فقال أبياتاً يحرض على الطلب بدمه ، وهي :

متى كانت دماؤكم تطل
أما فيكم بثأر مستقل
أغانم ثم سالم ان فشلتم
فما كانت أوائلكم تقل

  1. كانت بالأصل ( بصفاقس ) والتصحيح من ابن خلدون ( ص ١٦٦ و ٦٤٠١٦٧ ) فقد ذكر الأمير يكر بن الأمل في امراء قابس حيث قال في الكلام من فى مجامع الهلاليين أمراء تلبس : قوليها بكر تنه مجتمع من دهمان من بني على احدى بطلون رياح ، فقام بأمرها واستبد على صنهاجة ولحق به مثنى بن تميم ينه الأمر تارعا عن أبيه جابه ونازل معه المهدية حتى أمتعت عليه الخ