صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/54

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٣٨
التذكار

وتتم من طلاب النار حتى
كان العز فيكم مضمحل
ولا كسرتم فيه العوالي
ولا بيضاً تقل ولا تسل

فعمد أخو المقتول حين سمعها فقتل أميراً من عدي، واشتد بينهم وكثرت القتلى حتى أخرجوا بني عدي من افريقية

و من محاسنه أنه اشترى جارية بثمن كثير ، فبلغه أن مولاها الذي باعها ذهب عقله وأسف على فراقها ، فأحضره تميم بين يديه وأرسل الجارية إلى داره ومعها الكسوات وأواني الفضة وغيرها و من الفضة شيء كثير ، ثم أمر مولاها بالانصراف وهو لا يعلم ، فلما وصل الى داره ورآها على تلك الحال خر مغشياً عليه لشدة . سروره ثم أفاق ، فلما كان الغد أخذ الثمن وجميع ما كان عليها وعاد الى دار تميم، فانتهره وأمره بإعادة جميع ذلك الى داره

وكان له في البلاد أصحاب أخبار لهم أرزاق سفية ليطلعوه على أحوال أصحابه لئلا يظلموا الناس ، فكان مدينة القيروان تاجر له مال وثروة فذكر بعض الأيام التجار تميا ودعوا له وذلك التاجر حاضر ، فترحم على أبيه ولم يذكره، فرفع ذلك الى تيم ، فأحضره إلى قصره فسأله : هل ظلمتك ؟ قال لا . قال فهل ظلمك بعض أصحابي ؟ قال لا . قال فلم أطلقت لسانك أمس بنتي " ثم قال له : لولا أن يقال شره في ماله لقتلتك . ثم أمر بصفعه في حضرته قليلا ، ثم أطلقه خرج واصحابه ينتظرونه ، فسألوه ما الخبر ؟ فقال : ( أسرار الملوك لا تذاع ، فكانت بأفريقية مثلا

وكان عمره ستا وسبعين سنة ، تولى منها ستاً وأربعين سنة وعشرة أشهر وعشرين يوماً. وخلف من الذكور ما يزيد على المائة ، و من الاناث ما يزيد على الستين١


  1. وقد ماسمه ابن رشيق التي واني بهذين البيتين :
    اسيح وأقوى ما سمعناه في الندى
    من الخير الماثور منذ قديم
    السادية ترويا السيول عن الحيا
    من البحر من كتب الأمير تميم

    ومن شعره :

    وفر قد شربت على وجوه
    اذا وصفت مجل عن القياس
    خدود مثل ورد في تنور
    كدر في شمور مثل أس