٤٢ التذكار صقلية كما سنذكره ان شاء الله تعالى و كان من الحسن بن علي يوم ولايته اللتي عشرة سنة . ولما تولى أمره صندل راسل أمير المؤمنين علي بن يوسف بن تاشفين الملثم بمراكش لما كان بينه وبين والده من المودة لما وقعت الوحشة بينه وبين رجار صاحب صقلية بسبب الاسطول الذي كان قد صنعه عامله مكنى بن كامل الدهماني والي قابس من قبله لحمل التجارة ، واستعانة مكنتى بن كامل برجار، واتفق أن وصل بأثر توليته أسطول أمير حوا وسی يوم المؤمنين على بن يوسف مع قائده على بن ميمون الى بلاد رجار ، فافتتح منها و تاو منها سبايا كثيرة فلم يشك النصراني أن الباحث لعلي بن يوسف على ذلك انما هو الحسن فاستجاش وحشد أجناده ومقاتلته وبالغ في كتم أمره بمنع السفن من سواحل المسلمين ، فلم يخف على الحسن مقصده وخشي أن يطرق بلاده تكون أهبة له فأمر باتخاذ الأسلحة وتشهيد الأسوار واستقدام القبائل من الأعراب وغيرهم للجهاد . فوصلت الحشود اليه من كل جهة، ونزلت الأعراب بظاهر المهدية ، فلما كان . السبت الخمس بقين من جمادى الاولى سنة . سبع عشرة وخمسمائة وصل أسطول رجار إلى المهدية فرسي بالجزيرة المعروفة بجزيرة الاحاسي وهي على عشرة أميال من المهدية ، ونزل قائداء عبد الرحمن وجورجي الي الجزيرة وضربت لهما والمقدمي الافرنج مضارب هناك وكان وصولهم آخر النهار تخرج منهم إلى البر تلك الليلة خلق كثير وانبسطوا حتى تعدوا عن البحر أميالا ثم عادوا إلى الجزيرة، ووصل القائدان في اليوم في البحر الى المهدية في بعض قطع ، فأطاقا بها وانهيا إلى ساحل زويلة فها لها ما رأيا بالاسوار والسواحل من الناس وانصرفا عائدين إلى الجزيرة فوجدا طائفة من العرب والاجناد قد حطوا حواليها وكشفوا من كان " بها من الروم عن مواضعهم، وقتلوا منهم قوما ونهبوا بعض أسلحتهم، فلما كان
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/58
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٤٢
التذكار