صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/61

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
اسم الفصل
٤٥

استيلاء رجار على المهدية المحسن قد احتفل به و شحنه بذخائر ملوكية نيوجه بها إلى الحافظ العبيدي صاحب ، وكان ذلك المركب يسمى نصف الدنيا . ولم يزل يوالى الغزو عليه بأساطيله - و المقدم عليها جرجي المذكور وهو العارف بالمهدية حاضرة وبادية ويسعفه في ذلك إلى أن دخلت سنة ثلاث يوم - وأربعين وخمسمائة فلم يشعر الحسن صبيحة : الاثنين الثاني من صفر الا وقد المذكور (۱) في ثلاثمائة مركب، فأرسى على بعد من المهدية ، طلع عليه جورجي وكانت الريح منعة من الدخول إلى المرسى فأرسل الى الحسن يخادعه ، ويذكر أنه إنما وصل الطلب عسكر يستعين به على أهل قابس ليرد اليها ابن رشيد واليها الفار اليه مستغيثا به - وله قصة طويلة من رامها فليراجع محلها - فعلم الحسن أنها مخادعة إلى أن يتهيأ له الريح فيدخل اليها ، و أنه لم يصل الا يعد علمه بخلاء المهدية من العسكر، وكان الغلاء المتوالى على إفريقية أضعف أكثر جند المحسن وأهلك خيلهم ، ومع ذلك كانت بقية العسكر في محاربة أبن خراسان بتونس عضداً المحرز ابن زياد القادمي صاحب المعلقة : فعزم الحسن على تسليم المهدية للنصارى و أمر في الحين بالرحيل عنها وخرج من القصر با خف معه ومن أ أمكنه من أهله وولده و حشمه ، وتبعه الناس ظرين بما قدروا عليه من أهل وولد ، وجرى عليهم في عند خروجه : « سلامة هذه الضغطة ما لم يكونوا يقدرونه . وكان الحسن يقول : والبار ومتنزهات غناء وثمار جيدة. وفيها يقول اين حديس : النفس تذكارها ذكرت صقلية والهوى هيج فان كنت اخرجت من جنة فاني تحدث اخبارها افتتحها أسد بن الفرات سنة ٢١٢ في زمن رغدة الله بن الاغلب في ايام المامون المجم قلت : وهي الآن من مالك أيطاليا ولا تزال آثار المسلمين قائه بها في كل ناحية وتسمى سيسيليا (۲) هو جرحي بن ميخائيل الانطاكي قائد اسطولى ريجار. كان نصرانية هاجر من المشرق وقد تعلم اللسان وبرع في الحساب وتهذب في الشام بأنطاكية وغيرها اسطنعه تميم واستولى عليه ، وكان يحيى بشاوره فانما هلك تمیم احمل مجرجي الجميلة في اللحاق برجار فلحق به وسطي عنده واستعمله على السطوله . من ابن خلدون ( ص ١٦١ : ج ١ )