٤٦ التذكار المسلمين أحب الي من الملك والقصر » كذا ذكر ابن شداد وبقي الاسطول على ظاهر البحر لا يمكنه الدخول الى البلد بسبب عدم اسعاف الريح إلى الساعة السابعة من حين وصوله ، ثم لانت الريح فدخل ووجد المهدية خالية تملكها دون دفاع . ووجد جورجي قصر الحسن على حاله لم يحمل منه الحسن الا ما خف له . فرأى فيه من الذخائر الملوكية ما هاله ، وحكم على ذلك كله ، وأمر أن ينادى في المهديتين بالامان فارتفع النهب منهما وأخرج جميع من المهديتين . (1) فأنزلهم فيما بينهما من مضارب وأخبية فكان من النصاري المشقة الماء بقى في المهدية أحسن حالا ممن فرمتها ، فأن الفارين ) لقوا من و عدم ما أهلك أكثرهم الى أن تداركهم جورجي فبعث اليهم خيلا يعلمهم بالامان فرجعوا الى بلدهم ، وفرق عليهم مالا وطعاما أقرضهم اياه ، فصلحت أحوالهم واغتبط الناس بالمهدية لما رأوا من عدل النصارى فعمرت أحسن عمارة وسار الحسن الى عسكره الذي قدمنا أنه كان في نصرة محرز بن زیاد (۳) فلقيه محرز بالبر والاكرام وأنزله عندة فأقام هنالك أشهراً وهو كاره للاقامة لما يرى في عيني محرز من السامة ، فأحب الانتقال إلى مصر - وواليها إذ ذاك | الحافظ } عبد المجيد، ابن محمد ، بن المنتصر، بن الظاهر، بن الحاكم ، بن العزيز، بن المعز بن المنصور ابن القائم ، بن المهدي ، وباسمه كان الحسن يخطب في بلاده - فابتاع من تونس ركباً أعد لسفره فعلم جورجي بذلك فأعد له عشرين قطعة ترقب إقلاعه مر فعدل عن السفر إلى مصر و نظر في التوجه الى الخليفة عبد المؤمن بن علي و أنفذ كبار ولده يحيى وتميها وعياله الى ابن عمه يحيى بن العزيز يستأذنه في الوصول اليه وتجديد العهد والسير (1) يريد بالهدية الثانية زويلة وبينها وبين المهدية مقدار رمية سهم الفار الكلام عليها في ساحة ٢٧ (۲) قال ابن خلدون (ص) ١٦٢ ٦٣) محرزين زيد القادمى صاحب على بن خراسان صاحب تونس
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/62
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٤٦
التذكار