التذكار والتجأوا إلى البرير والعرب، تم نودي بالأمان في كافة الناس فرجع كل من فر منها وأقام الافرنج ستة أشهر حتى حصنوا صورها ، وحفروا خندقها ، ولما هادوا أخذوا رهائن من أهلها ومعهم بنو مطروح والملم ، ثم أعادوا رهائنهم ولاية رافع بن مطروح الاولى على طرابلس وولوا عليهم رجلا من بنى مطروح (1) و تركوا رهائنه وحده، واستقامت أمور المدينة، وانضم أهل صقلية والروم اليها فصرت سريعاً هذا ما لابن الاثير وسبب و حسن حالها وذكر التيجاني إن رجار أخذها سنة أربعين وخمسمائة بعد أن أخذ المهدية ذلك أن أهلها في تلك السنة أصابتهم شدة عظيمة ومجاعة مملكة هلك فيها الناس وفروا من أوطانهم ، فجهز اليها وجار الرومي صاحب صقلية أسطولا فحاصرها به وذلك بعد استيلائه على المهدية وصفاقس واستقرار ولايته عليهما . و وقع خلف بين أهل طرابلس أدى الى تقلب أسطول الروم عليها ، فاحسن جرجي بن ميخائيل إلى أهلها لما أضمره من تملك غيرها من البلاد الساحلية وأبقى جنده من المسلمين والصقليين وغيرهم وولى عليها شيخها أبا يحيى بن مطروح التميمي ، وجعل قاضيهم أبا الحجاج يوسف بن زيري ، فكانت أحكام المسلمين كلها مصروفة إلى واليهم وقاضيهم ، ولم يكن النصراني يتعرض لشيء من أحكامهم ، وأقامت تحت تقلب النصراني اثني عشر عاماً إلى أن افتتح (۱) هو أبو يحيى رافع بن مطروح التميمي كما سيذكره قريباً ، وولايته هذه كانت من قبل الأفرنج. وستاني له ولاية ثانية سينما تار بالافرنج واحلام عن طرابلس ، ثم اقرء عليها عبد المؤمن بن علي خليفة امام الموحدين محمد بن تومرت
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/66
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٥٠
التذكار