صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/70

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٥٤
التذكار

التذكار (1) صلاح الدين يوسف بن أيوب انما ملك هو وعمه أسد الدين شير كوه مصر بجيش نور الدين محمود بن زنكي وقوة سلطانه ، وكانا من قواده وأهوائه، ولما توفي أسد الدين حدثت بين صلاح الدين بن أيوب و نور الدين زنكي وحشة ، وكان ذلك سنة ثمان وستين وخمسمائة ، احتاط صلاح الدين يسببها ، وقسم أمره بين بلاد اليمن و بلاد المغرب ، و بنى على الاندفاع أمامه إن وصله تو رالدين وسبب الوحشة : أن صلاح الدين يوسف بن أيوب عمد من مصر الى بلاد الافرنج غاز يا ، و نازل حصن شو بك (۱) و بينه و بين الكرك يوم و حاصره وضيق على من به من الافرنج ، وأدام القتال، فطلبوا الامان واستمهلوه عشرة أيام فأجابهم إلى ذلك ، فلما سمع نور الدين بن زنكي بما فعله صلاح الدين صار عن جمشق قاصداً بلاد الافرنج أيضا ليدخلها من جهة أخرى، فقيل لصلاح الدين : ان دخل نور الدين بلاد الافرنج وهم على هذه الحالة أنت من جانب وهو من جانب ملكها، و متى زال الافرنج عن الطريق وأخذ ملكهم لم يبق لك بديار مصر مقام مع نور الدين : و أن جاء نور الدين اليك وأنت هاهنا فلا بد لك من. الاجتماع به ويكون هو المتحكم فيك بما شاء ، أن شاء تركك فعل ، وان شاء غير ذلك فعل ، فلا تقدر على الامتناع عليه و المصلحة الرجوع الى مصر ، فرحل عن عائداً الى مصر ولم يأخذه من الافرنج، وكتب إلى نور الدين يعتذر الشوبك باختلال البلاد المصرية لامور بلغته عن شيعة العلويين، وأنهم عازمون على الوثوب بها و أنه يخاف عليها من البعد عنها أن يقوم أهلها على من يخلفه بها فيخرجونهم وتعود ممتنعة ، وأطال الاعتذار، فلم يقبله نور الدين منه وتغير عليه (1) الشوبك : بالفتح ثم السكون ثم الياء الموحدة المفتوحة وآخره كاف : قلعة حصينة في اطراف الشام مان عمان والله وبحر القلزم . البحر الأحمر - تقرب الكرك، والسكرك بفتح أوله وثانيه اسم القلمة حصينة في أطراف الشام من نواحي البلقاء بين أبله وشعر القلام