صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/71

---

سبب انتقال قراقش إلى أفريقية 00 وعزم على الدخول إلى مصر واخراجه منها . فلما سمع صلاح الدين الخبر بهم أهله وفيهم أبوه نجم الدين أيوب ؛ وخاله شهاب الدين الحازمي وغيرهم ومنهم سائر الامراء وأعلمهم ما بلغه من عزم نور الدين وحركته اليهم واستشارهم فلم يجبه أحد بكلمة . فقام تقي الدين عمر و ابن أخي صلاح الدين فقال : اذا جاءنا قاتلناه و منشاه عن البلاد، ووافقه غيره من أهلهم ؛ فشتمهم نجم الدين أيوب و أنكر ذلك واستعظمه ، وشتم تقي الدين وأقعده، وقل لصلاح الدين: أنا أبوك ، و هذا شهاب الدين خالك ونحن أكثر محبة لك ] من جميع من ترى والله لور أبنا نور الدين لم يمكننا الا أن تقبل الأرض بين يديه ، ولو أمرنا بضرب عنقك بالسيف لفعلنا ، فاذا كنا نحن هكذا فما ظنك بغيرنا وكل من ترى من الأمراء لو رأي نور الدين وحده . لم يتجاسروا على الثبات على سروجهم ، و هذه البلاد له ونحن مماليكه ونوابه فيها فإن أراد عزلك سمعنا وأطعنا ، والرأي أن تكتب كتابا مع نجاب تقول : بلغنى أنك تريد الحركة لأجل البلاد فأى حاجة إلى هذا؟ يرسل المولى تجاباً يضم في رقبتي منديلا ويأخذني اليك، فما ها هنا من يمتنع عليك وقام الامراء وغيرهم فتفرقوا على هذا . فلما خلا به أبوه قال له : بأي عقل فعلت هذا : أما تعلم أن نور الدين اذا مجمع بمز منا على منعه ومحاربته جعلنا أهم الوجوه اليه وحينئذ لا تقوى عليه ، و أما الآن اذا بلغه ماجرى وطاعتنا له تركنا و تشاغل بغيرنا و الأقدار تعمل عملها، و الله لو أراد نور الدين قصبة السكر القائلته أنا عليها حتى أمنعه أو أقتل ، ففعل صلاح الدين ما أشار به ، فترك نور الدين تعجيل قصده و اشتغل بالاهم عنها إلى أن توفي سنة . اسيم وستين وخمسمائة و كان في تلك السنة شرع يتجهز للدخول الى . فأتاه أمر الله الذي لامرد له وكان أسمر اللون طويل القامة ليس له لحية الا في حنكه وكان واسع الجبهة معي من قصب حسن الصورة حلو العينين، وكان قد أتسع ملكه جدا وخطب له بالحرمين