مناقب نور الدين ۰۷ نخفت أن يكون الباعث لي على ذلك الكير والافقة من الحضور الى مجلس الشريعة ، فحضرته ووهبته ما يدعيه - وبنى دار العدل في بلاده فكان يجلس هو والقاضي فيها ، فينصف المظلوم ولو أنه يهودي من الظالم ولو أنه ولده و أما شجاعته فاليها النهاية، فكان في الحرب يأخذ قوسين ليقاتل بهما ، فقال له القطب النساوي الفقيه : بالله عليك لا تخاطر بنفسك وبالاسلام فان أصبت المسلمين أحد الا أخذه السيف . فقال له نور الدين : ومن في. ة لا يبقى من محمود حتى يقال له هذا ؟ ، من قبلي . حفظ الاسلام والبلاد، ذلك الله الذي من (1) لا اله الا هو وأما ما فعله من المصالح، فانه بنى أسوار مدن الشام جميعها وقلاعها فمنها ، وبعلبك وغيرها . و بنى المدارس دمشق ، وحمص، وحماه، وحلب ، وشيزر الكثيرة الحنفية والشافعية وبني الخانكاهات للصوفية ، و بنى الخانات في الطرق ، ووقف على الجميع الوقوف الكثيرة، وحاصل وقفه في كل شهر تا تسعة آلاف دينار وكان يكرم العلماء وأهل الدين ويعظمهم ويقوم اليهم ويجلس معهم وينبسط ، ولا يرد لهم قولا و يكاتبهم بخط يده وكان وقوراً مهاباً مع تواضعه ولما بني صلاح الدين على الاحتياط بسبب الوحشة بينه وبين نور الدين قسم أمره بين بلاد اليمن وبلاد المغرب ، و بنى على الاندفاع أمامه أن وصله نور الدين ، فوجه أخاه تور فشاه إلى اليمين افتتحها سنة تسع وستين وخطب فيها محمود بن ولكي ، وطلب ابن أخيه الملك المظفر تقي الدين أن يوجهه إلى أرض المغرب يفتحها ، وكانت طرابلس وافريقية والمغرب في يد الموحدين ، فاشتغل تقى الدين في حركته تم زهد في غزو أرض المغرب لما بينه وبينها من (1) اسم قلعة بالشام
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/73
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
اسم الفصل
٥٧