صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/77

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
اسم الفصل
٦١

استيلاء قراقش على طرابلس ٦١ اليهما من مصر مملوك لتقى الدين ابن أخي صلاح الدين اسمه بوزابه ، فكثر جمعهم و قويت شوكتهم فلما اجتمعوا بلغت عدتهم مبلغاً كبيراً وكلهم كاره الدولة الموحدين فاتبعوا على بن إسحاق الملم لانه من بيت المملكة والرياسة القديمة ، وانقادوا اليه ولقبوه أمير المسلمين وقصدوا بلاد أفريقيه فملكوها جميعها شرقا وغربا الا مديني تونس والمهديه فان الموحدين أقاموا بهما وحفظوهما على خوف وضيق وشدة ، وانضم الى الملتم كل مفسد في تلك البلاد و من يريد النهب والفساد والشر، فخربوا البلاد والحصون والقرى وهتكوا الحريم وقطعوا الأشجار . وكان الوالي على أفريقية من قبل الموحد بن عبد الواحد ابن عبد الله الهنتاتي وهو بمدينة تونس ، فارسل إلى ملك المغرب يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن على وهو بمراكش يعلمه الحال ، وقصد المقتم جزيرة باشو - وهي عقربة من تونس تشتمل على قرى كثيرة - فنازلها وأحاط بها، و طلب أهلها الأمان فأجابهم وأمنهم ، فلما دخلها العسكر نهبوا جميع ما فيها من الفلات والدواب، وسلبوا الناس، وامتدت أيديهم إلى النساء والصبيان وتركوهم ملكي ، وقصد تونس فحاصرها وضيق على من بها حتى مات منهم خلق كثير . ولما استولى على افريقية قطع الخطبة البني عبد المؤمن وخطب الناصر لدين الله العباسي ، وأرسل اليه يطلب الظلم والاعلام السود وقصد في سنة اثنتين وثمانين مدينة ققصة فخرج من بها من الموحدين وسلموها اليه فرتب فيها جنداً من الملثمين والاتراك ، وحصتها بالرجال مع حصافتها في البلاد. ولما وصل الخبر يعقوب بن يوسف اختار من جنده عشرين ألف فارس من الموحد ين وقصد قلمة العسكر لقلة القوت في البلاد، ولما جرى فيها من التخريب والاذى و وسار في صفر سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة فوصل الى مدينة تونس ، وأرسل ستة آلاف مع ابن أخيه ، فساروا الى علي بن اسحاق الملم