٦٤ التذكار (۲) في حكم يحيى بن اسحاق الملثم إلى أن وصل الناصر بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي الى افريقية سنة احدى وستمائة فاستنقذ قابس ، وبايعه أهل طرابلس ، وتردد عليهما حفاظ الموحدين من قبله ، ثم من قبل الشيخ ابن محمود ابن أبي حفص بن عبد المؤمن بعد انفصال الناصر و استخلافه إياه عليها . وكان يحيى ابن اسحاق لما استولى على البلدين طرابلس وقابس وأستقر عنده أن شرف الدين فراقش أقام بودان (۱) فتوجه اليه بمن استصحب من العرب الذبابيين من أولاد وجارية من وشاح، الموتورين من قبل قراقش وحصر بها إلى أن فنى محمود طعامه وأعطى بيده سلما واشترط على العرب أن يقتلوه قبل ولده وكان شديد المحبة له . فلما خرج هو وولده اليهم قال له الوند يا أبت إلى أين يروحوا بنا ؟ فقال الى حيث رحنا بشبابهم. فقتلوه وقتلوا ولده بعده وصلبه يحيى بظاهر ودان ويحي هذا هو يحيى بن اسحاق المعروف بابن غانية من أعيان الملثمين الذين كانوا ملوك المغرب واغتصبوه من أيدي زناته الذين لاروا أيام الفتن بعد خروج أفريقية عن بيعة بني عبيد و هي دولة رديئة مذمومة سيئة لا ديانة لها ولا سياسة ، فلنذكر نسبهم وسبب توليهم تتمها الفائدة فنقول : (1) ودان مدينة تقع على رأس جبل صغير كان باسور و به باب واحد يجتمع إلى الجهة الشرقية وفي الجهة العربية منه قلعة . والآن تهدم السور ولم يبق منه الآن إلا الباب وحوله شيء قليل وقد كثر حمرتها الا في وأمتد خارج السور وما حواليه بكثير وهي تقع على مسافة ٥٣٤ ميلا إلى الجنوب من مدينة طرابلس والى شمال زويلة بنحو عشرة أيهم اقتصها بسر بن أرطاة سنة ٢٣ ثم انتقض أهلها ومنعوا ما كان بسر فرضه عليهم وفي ايام معاوية بن ابي سفيان ذهب اليها عقبة بن نافع ومعه بسر بن أرطاة في سويس عظيم حتى نزال غدامس فافتحها ستة ، وخلف عقبة جيشه هذاك واستخلف عليه زهير بن قيس البلوي ، ثم سار بنفسه في ١٠٠ فارس ، و 100 يعمل بثمانمائة قربة ماء حتى قدم ودين افتتحها وأخذ منكها فدع أنفه فقال لم فعلت هذا وقد عاهدت المسلمين ؟ فقال عقبة : ادبا لك انا مست انفك ذكرت فتم تحارب العرب ، واستخرج منه ما كان بسر فرضه عليه وهو ٣٦٠ رقاً (۲) اولاد محمود لا يزالون يمرقون بهذا الاسم وهم من العرب الرجل يسكنون الباديه فيهما وراء الجوش على الجهة التربية وبعضهم يسكن يفرن وهم . من تلاميد J
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/80
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٦٤
التذكار