۸۰ التذكار الجبل ابن علي فقالوا لا يوجد هذا الا فيك فأنت المهدى فبايعوه على ذلك وانتهى خيره إلى أمير المسلمين فيجهز جيشاً من أصحابه وسيرهم اليه فلما قربوا من الذي هو فيه قال لاصحابه إن هؤلاء يريدونني وأخاف عليكم منهم والرأي أن أخرج بنفسي الى غير هذه البلاد لتسلموا أنتم فقال له ابن توفيان من مشايخ هرغة حمل نخاف من السماء شيئاً ، فقال لا بل من السماء تنصرون فقال له ابن توفيان فلياً تنا كل من في الارض ووافقته قبيلتهم جميعها فقال المهدي أبشروا رو ابالنصر والظفر بهذه الشرذمة و بعد قليل تستأصلون دولتهم وترثون أرضهم وديارهم ، فنزلوا من الجبل ولق وا جيش أمير المسلمين فهزموهم وأخذوا أصلابهم وقوى ظنهم في صدق المهدي حيث ظفروا كما ذكر لهم ، وأقبلت اليه حينئذ أفواج القبائل من الجبال التي حوله شرقا وغربا وبايعوه، وأطاعته قبيلة هنتائة وهي من أقوى القبائل فأقبل عليهم وا م واطمأن لهم ، وأنته رسل أهل تينمل بطاعتهم وطلبوه اليهم فتوجه و بنى له مسجداً خارج المدينة واستوطنه وألف لهم كتابا إلى جبل تينمل في التوحيد (۲) و كتابا في العقيدة ، ونهج لهم طريق الأدب بعضهم مع بعض؟ وأمرهم بالاقتصار على القصير من الثياب القليل التمن وحرضهم على قتال عدوهم واخراج الاشرار من بينهم. ولما رأى كثرة أهل الجبل وحصانة المدينة خاف أن يرجعوا عنه فأمرهم أن يحضروا بغير سلاح ففعلوا ذلك عدة أيام ثم أمر أصحابه (1) (۱) بود بسته بثلاث سفین و تينمل بكسر التاء المثناة من فوقها وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون تم ميم مفتوحة ولام مشددة (۲) من مؤلفاته المرشد في التوحيد وكان على راى الاعلامية في التحول بالامام المعصوم والق في ذلك كتابه أمر ما يطلب وهذه الجملة افتی با کتابه هنا قسم بها . وكان بسمي أصحابه القراء يسمى اتباعه الموحدين وكان على مذهب الأشعريين في القول بالتاويل فلاك سمى اصحابه الموحدين تدريضا بالملثمين في اختهم بالمدول من التأويل وميثهم إلى التجسيم وكان محصورا لا يأتي النساء وله قدم في التقشف والعبادة ولم تتحفظ عنه فلتة في البدع الا ما كان من وفاقه الأمامية من الشيعة في القول بالامام المعصوم وكان يسمى الامام وبعد بيعته مي للهدي - ابن خلدون ٦ : ٢٢٩
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/96
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٨٠
التذكار