جنتلهم ففعلوا وهم غارون فقتلوهم في ذلك المسجد، ثم دخل المدينة فقتل وأكثرونهب الاموال وسى الحريم ، فكان عدة القتلى خمسة عشر ألفا وقسم الارض والمساكن بين أصحابه ولما خلف أهل تينمل على نفسه لما قبل أراد أن يوقع بينهم وبين المرابطين فتنة فنظر في أولادهم فإذاالغالب عليهم الشقرة والزرقة ، وعليهم السمرة . فقال عالى أراكم ممراً وأولاد كم شقراً زرقا ، فقالوا كان لأمير المسلمين عدة مماليك من الافرنج والروم، وكانوا يصعدون الجبل في كل عام يأخذون الأموال المقررةلأمير المسلمين عليهم ، وكانوا يسكنون بيوتنا مع الحريم ويخرجوننا منها . فلماأخبروه بذلك قبح لهم الصبر عليه وأزرى عليهم ، وعظم الأمر عندهم ، فقالوا كيف الحيلة في الخلاص منهم وليس لنا بهم قوة. فقال إذا حضروا عندكم في الوقت المعتاد وتفرقوا في مساكنكم فليقم كل رجل منكم الى تزيله فليقتله،واحفظوا جيلكم فإنه لا يرام ولا يقدر عليه . فلما حضر عندهم العبيد قتلوهم ،مخافوا على أنفسهم من أمير المسلمين فامتنعوا في الجبل وسدوا ما فيه من طرق لسلك إليهم، تقويت نفس ابن تومرت بذلك وأرسل اليهم أمير المسلمين جيشاًقوياً لمحاصروا الجبل وضيقوا على أهله ، وقلت عندهم الميرة حتى عدم الخيز رأسهاوكان يطبخ لهم أبن تومرت كل يوم من الحساء ما يكفيهم، وكان قوت كل واحد منهم أن يغس بدء في ذلك الحساء ويخرجها بما علق فيها ويقنع بذلك في يومه . فلما اشتد بهم الأمر أراد أهل تينمل اصلاح حالهم مع أمير المسلمين ،وبلغ ذلك ابن تومرت وكان معه انسان يقال له أبو عبد الله الونشريسي ملازما لقراءة القرآن وطلب العلم سراً بحيث لم يعلم به أحد فلما كانت سنة تسع عشرة وخمسمائة خاف المهدى خروج عليه فأمر الونشريسي بأمور دلت على زندقته ليخدع بها العوام . وذلك
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/97
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
ظهور دولة الموحدين
٨١