صفحة:تاريخ فخر الدين الثاني.pdf/5

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٠٨
أسد رستم وفؤاد افرام البستاني

عليها الأستاذ المعلوف بما يلي ننشره بحرفه وتمامه، إكمالاً للوصف:

«نقلت من نسخة قديمة في ١٠ كانون الأول سنة ١٩١٢م وهـذه النسخة وجدت في مكتبة صديقنا عزتلو مراد بك البارودي اللبناني الصيدلي في بيروت ولقد قابلتهـا على نسخة أخرى مختصرة في مكتبة المشايخ بني الجميل في قصية بكفيا (المتن) واستنسخت الناقص وأصلحت الخرم بالإشارة إليه وذلك في مدينة زحلة (لبنان) في أواخر شهر أيار سنة ١٩٣٠م والحمد لله أولاً وآخراً. كتبه الفقير عيسى إسكندر المعلوف.

«يقول مقتني النسخة عيسى إسكندر المعلوف في ترجمة الشيخ أحمد الخالدي الصفدي ما ملخصه من ترجمة مطولة عنده هو أحمد بن محمد من أسرة في سند تنتسب إلى الإمام خالد ابن الوليد والذي صرح به النسابة أن خالداً هذا لم يعقب ولكن يظهر أنهم من سلائل بني عمه لأن كثيرين ينتسبون إلى الخالديين هولاء والله أعلم بصحة أنسابهم.

«اتصل الشيخ أحمد هذا بالأمير المعني ودون حوادثه في هذا التاريخ ولقد توهم الشيخ طنوس الشدياق في كتابه (أخبار الأعيان في جبل لبنان) أن للمعني تاريخين أحدهما للخالدي والثاني للصفدي والصحيح أن الاسمين لمسمى واحد أي أن أحمد بن محمد هذا هو الخالدي نسبة إلى أسرته والصفدي إلى موطنه فهـما لقبان له متواليان وظن بعض المؤرخين أن للشيخ ابي نوفل الخازن تاريخاً للمعني ولم نجد لذلك أثراً عند أسرته الخازنية ولا رواية من أحدهم تثبت ذلك بل المرجح عندنا بعد البحث أن أبا نوفل ربما كان ناسخاً لهذا التاريخ أو مقتنياً له وواضعاً اسمه عليه والنسخة ليس فيها اسم المؤلف فقيل ذلك ومن روى هذا (دي لاكروا) في كتابه ولهذا التاريخ نسخ متعددة منها ما هو مطول فيه وصف رحلته إلى توسكانة وهذه النسخة أحداها ومنها ما هي خالية من الرحلة مقتصرة على حوادث المعني في بلادنا فقط ومنها نسخ متعددة إحداها عند الخوازنة.

«ومن مؤلفاته شرحه على ألفية ابن مالك ورحلته إلى القدس نظـماً أما تاريخه للمعني فلم يذكره مترجموه وقد ضمنه حوادث المعني من سنة ١٠٣٠هـ - سنة ۱۰٣٣هـ ١٦١٢م – ١٦٢٣م وذلك قبل وفاته باثنتي عشرة سنة وهذه نسخة منه مخرومة بآخرها أصلحتها على قدر الطاقة بالمعارضة والمراجعة وقد نشرت معظم هذا التاريخ في مجلتي (الآثار) في سنواتها الثلاث المتوالية مع رسم الأمير المعني الشهير معتمداً على مخطوطات كثيرة ورحلات أوروبيين وغيرهم. ووضعت تاريخاً مطولاً له بصور وحواشي من مصادر مختلفة عربية وإفرنسية وإيطالية وإنكليزية وألمانية وروسية وتركية أخذت معظمها من هذا الكتاب أما شؤونه في أوربة فنقلتها عنه بالحرف بلغتها العامية ولعلي أتمكن من نشره

«كتبها الفقير إلى رحمة ربه إسكندر المعلوف»

نقول: لقد أحسن الأستاذ المعلوف في تدوين الاختلافات بين النسختين البارودية والجميلية، لأننا لم نقف حتى الآن على أثر لنسخة بني جمّيل. ولكننا، مع الاعتراف بجهوده وأتعابه في هذا المضمار، لا يسعنا إلا أن نقول بأن النسخة