صفحة:حرب في الكنائس.pdf/10

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٢
حرب في الكنائس

الكنائس ولم يشذ النساطرة كما يرتأي العالم الألماني كارل هول في كتابه المشار إليه في الهامش. فقد أوضح لورانس براون أن النساطرة لم يتزعوا الأيقونات من كنائسهم قبل العصور الحديثة1.

الأباطرة والأيقونات: وليس في ما تبقى من آثار قسطنطين الكبير وخلفائه ما يدل على استعمال الأيقونات بشكل حكومي رسمي. وجل ما هنالك أن قسطنطين وخلفاءه اتخذوا من الصليب الذي ظهر لقسطنطين شارة لنصرهم وسلطتهم. وحاولت قسطندية بنت قسطنطين کما سبق وأشرنا أن تقتني صورة السيد بواسطة أفسابيوس أسقف قيصرية فلسطين فجاء رد هذا الأسقف مانعاً محرماً. وعلى الرغم مما جاء في رسائل البطاركة إلى تيوفيلوس2 وما أوردته بعض المراجع المتأخرة فانه لا يجوز افتراض ظهور صورة السيد على مسكوكات هؤلاء الأباطرة3.

وأقدم رسوم السيد المخلص في آثار الاباطرة ما جاء على دفتي ذبتيخة يوستينوس الفتى التي صنعت في السنة ٥٤٠. فقد جاء على كل دفة من دفتي هذه الذبتيخة رسم السيد قائماً بين رسمي يوستنيانوس وثيودورة4. ويجيء بعد هذا السيد على ذبتيغة رسم بربريني وهي في الأرجح ذبتيخة إمبراطورية صنعت للإمبراطور يوستنيانوس في حوالي السنة ٥٥٠5.

ورأى الروم في الحرب الفارسية حرباً مقدسة. فقد جاء لبروكوبيرس مؤرخ يوستنيانوس في كلامه عن حوادث السنة ٥٤٤ بأن كسرى ملك الفرس قاوم الله إله المسيحيين لا يوستنيانوس6. وجاء في حوليات بسكال عن نهاية هذه الحرب في عهد هرقل في السنة ٦٢٨ إن كسرى المتكبر المتجبر كان قد ثار على المسيح وأنه الثيوماخوس «محارب الله» والثيوميسيتوس «مبغض الله» وأن جيوش «محبي المسيح» رموا به إلى الهاوية ومحوا ذكره7.


  1. BROWNE, L.E., The Eclipse of Christianity in Asia, 79 f.
  2. P.G., Vol.95, Col. 384.
  3. MAURICE, J., Numismatique Constantinienne, II, 256 f.
  4. GRABAR, A., Iconoclasme Byzantin, 18, 24.
  5. DELBRUECK, R., Die Consulardyptichen und Werwandte Denkmaler, 188; BAYNES and Moss, Byzantium, Pl. 37.
  6. De Bello Persico (Bonn) I, 205.
  7. Chronique Pascale, 728.