صفحة:حرب في الكنائس.pdf/11

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٣
الفصل الأول: الرسوم والصور والأيقونات في القرون الأولى

ورصَّع هرقل بياناته الرسمية بعبارات من المزامير وجعل أعداءه الفرس أعداء السيد. وأوجب جاورجيوس بيسيذس شاعر القصر محق ديانة الفرس لأنها كاذبة باطلة ودعا للنصرانية لأنها دين الحق. ورأى في جيش هرقل العدالة نفسها زاحفة ضد الشر1.

وفي غمرة هذا الحماس الديني وهذه الحرب بين دين المسيح ودین زرادشت أضاف طيباريوس الثاني (٥٧٨-٥٨٢) اسم قسطنطين إلى اسمه ولجأ إلى الصليب المقدس فضربه على مسكوكاته الذهبية فوق درجات النصر وضربه على مسكوكاته الفضية مكللاً2. وأرفقه بالعبارة Lux Mundi مذكراً برائد الدولة المسكوني. وظل الصليب مضروباً على مسكوكات الروم أعواماً طوالاً. ولم يستغن من خلفاء طيباريوس الأرثوذكسيين أو المحطمين.

ثم لجأ موريقيوس إلى منديل السيد في الرها فحمله عالياً في موقعة أرزامون3. وفي السنة ٦٢٢ عاد هرقل إلى هذا المنديل نفسه فرفعه بيديه وأظهره لجنوده قبيل الرحف على الفرس4. وأصبح المنديل شارة النصر وعنوان عناية المسيح بشعبه فاستوجب كل تقدير واحترام وإكرام.

ولجأ موريقيوس أيضاً إلى صورة السيدة والدة الإله في اختام الدولة فأحلها على صورة النصر الوثنية التي كانت لا تزال محفورة على هذه الاختام5. وجاء يوستنيانوس الثاني (٦٨٥ - ٦٩٥ و٧٠٥ - ٧١١) فأكمل احترام الأيقونات الرسمي بضربها على مسكوكاته6.


  1. GEORGES PISIDES, De Expeditione Persica, P.G., Vol. 92, Col. 1197 f., 1302, 1314-1315.
  2. GRABAR, A., op. cit., 28, n. 2.
  3. Theophyl. Samokatta, Hist. (de Boor), 73; DOBSCHUTZ, E. von, Christusbilder, 127.
  4. Georges PISIDES, Exp. Per., P.G., Vol. 92, Col. 1207-1208.
  5. GRABAR, A., op. cit., 34-35.
  6. Ibid., 36-45.