إن على أغطية المذابح أو على الآنية المقدسة أو على اللوحات أو في الفسيفساء1. وما كاد ينتهي يوحنا من روايته هذه حتى انتصب شاهد عيان فأثبت وقوع التحطيم بأمر من يزيد2.
أيقونات القرن السابع الثامن: وكانت أيقونات القرن السابع الثامن قد تنوعت وتكاثرت وأصبحت عادية وعجائبية. واشتهرت من بين هذه أيقونات أخبروبيتية Acheiropoietes لم ترسمها يد بشرية بل انطبعت انطباعاً من جراء ملاصقتها لجسم الشخص الذي مثلت. ففاخرت الرها بمنديل المخلص الذي حمل صورة وجهه الكريم لمجرد وقوعه عليه. واحتفظت رومة وأكرمت منديل القديسة فيروتيقية الامرأة اليهودية التي مسحت وجه السيد قبيل الصلب فغنمت بصورته مطبوعة على منديلهـا طبعاً3. وتبركت كنيسة سيدة خالكوبراتية Chalcopratia في القسطنطينية بمافوريون السيدة وزنارها ورسمها فأصبحت مزاراً كبيراً يؤمه المؤمنون والمؤمنات في كل صباح وكل مساء. وعرفت أيقونة سيدة بلاخيرنة Blachernes في القسطنطينية ببركاتها المجيدة وقدرتها الفائقة4.
واستعان آخرون برسالة لنتلوس إلى مجلس شيوخ رومة للتعرف إلى أوصاف السيـد وأشكاله5 واعتبروا هذه الرسالة صحيحة فزادوا أيقوناته مكانةً وإكراماً. واندفع المؤمنون في التكريم والتعظيم فأثاروا بذلك انتقاد من أكبَّ على درس بعض أسفار العهد العتيق ومن احتك باليهود ومن جاور المسلمين.
وكان فيلوكسينس Philoxenes أسقف منبج قد احتج على تصوير السيد والقديسين منذ السنة ٤٨٨6. وكان أغاثيوس الذي توفي في السنة ٥٨٢ قد اضطر أن يدافع عن إكرام أيقونة مار ميخائيل ضد وابل من الانتقاد7. وكان أسقف رومة غريغوريوس الكبير قد اضطر بدوره أن يعظ سيرينوس أسقف مرسيلية، الذي حطم الأيقونات، بالاتزان والتروي وذلك
- ↑ Patr. Gr., Vol. 109, Col. 517-520; Mansi, XIII, Col. 196-200.
- ↑ Mansi, XIII, Col. 200; CRESWELL, K.A.C., Lawfulness of Painting in Early Islam, Ars Islamica, 1946, 159-166;WELLHAUSEN, J., Das Arabische Reich und sein Sturz, 221.
- ↑ BREHIER, L., Icones non faites des mains d'homme, Rev. Arch., 1932, 68-77; RUN- CIMAN, S., Some Remarks on the Image of Edessa, Camb. Hist. Journ., 1931, 238-252.
- ↑ EBERSOLT, J., Sanctuaires de Byzance, 50, 56-57.
- ↑ DIDRON, Manuel d'Iconographie Chrétienne, 452-454.
- ↑ THEOPHANES, Chron., a. 5982.
- ↑ Anthologie Grecque, Epigrammes Chrétiennes, (Waltz), I, 34-36.
