صفحة:حرب في الكنائس.pdf/18

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٢٠
حرب في الكنائس

في السنة ٥٩٩1. وكان الجدل بين اليهود والنصارى قد اشتد في قبرص في عهد لاونديوس أسقف نيابوليس (٥٩٠-٦٦٨) فاستعان هذا الأسقف بقوزما الراهب المصري صاحب المكتبة الكبيرة راجياً إمداده بما يدفع به حجج اليهود في موضوع الأيقونات2. ولم تخل القسطنطينية نفسها من شيء من هذا. فإن أركولفوس شاهد بأم عينه تحطيم إحدى الأيقونات فيها في السنة ٦٧٠3.

قسطنطين وتوما: وكثر المحتجون على إكرام الأيقونات في آسية الصغرى. وتكتلوا فيما يظهر في الربع الأول من القرن الثامن في فريجية. وتبنى آراءهم بعض الأساقفة. وأشهر هؤلاء قسطنطين نقولية وتوما كلوذيوبوليس وثيودوسيوس أفسس ابن الفسيلفس طيباريوس المخلوع. فلما أعلن يزيد الخليفة الأموي موقفه من الأيقونات وبدأ بتحطيمها أو تشويهها في كنائس أنطاكية وأورشليم والإسكندرية انبسطت آمال قسطنطين وتوما وقاما إلى القسطنطينية واتصلا ببطريرکها جرمانوس الأول. وبسط قسطنطين موقفه من الأيقونات أمام البطريرك فتدبر هذا الحبر حججه وناقشه فقطعه عن الكلام وأعاده إلى أبرشيته. وكان يوحنا متروبوليت سيناذة ورئيس قسطنطين قد كتب إلى جرمانوس الأول يشكو من موقف هذا الأسقف، فظن جرمانوس أنه أقنع قسطنطين فكتب إلى متروبوليت سيناذة يطمئنه ويشير إلى قسطنطين بالعبارة «المحبوب من الله». ودفع برسالته هذه إلى قسطنطين نفسه وطلب إليه أن يوصلها إلى رئيسه المتروبوليت4. ولكن قسطنطين احتفظ برسالة البطريرك ولم يوصلها الى رئيسه! فكتب جرمانوس إليه يهدده بالربط. فأشار توما بإخفاء رسالة البطريرك والسكوت عنها! فكتب البطريرك إلى توما يدافع عن إكرام الأيقونات ويوجب الشغب والقلاقل ويذكر باحترام الفسالسة للأيقونات وإكرامهم لها5.

لاوون الثالث والأيقونات: ويستدل من رسالة جرمانوس إلى توما ومن قوله فيها أن الفسالسة أكرموا الأيقونات واحترموها أنه لم يدرِ آنئذٍ أن لاوون


  1. Reg. IX, 208.
  2. Mansi, XIII, Col. 44; BAYNES, N.H., Icons before Iconoclasm, Byzantine Studies and Other Essays, London, 1955, 230-231.
  3. ARCULFUS, Itinera Hierosolymitana, 200.
  4. Lettres du Patriarche Germain à Jean, Métropolite de Synnada, Patr. Gr., Vol. 98, Col. 156-161.
  5. Patr. Gr., Vol. 98, Col. 164-188; OSTROGORSKY, Q., Les Débuts de la Querelle des Images,238.