صفحة:حرب في الكنائس.pdf/22

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٢٤
حرب في الكنائس

وكتب إلى جميع الجهات مندداً بمعصية لاوون وإلحاده موجباً التيقظ والتحفز1.

وقد أثبت العلامة جورج أوستروغورسكي الأستاذ في جامعة بلغراد صحة هذه الرسائل التي تعزى إلى غريغوريوس الثاني بعد أن اعتبرها بعض العلماء مزورة2. فيصح والحالة هذه الرجوع إليها والوقوف على مضمونها لتفهم موقف لاوون من الأيقونات.

ويستدل من المقاطع التي استشهد بها غريغوريوس ورد عليها في هذه الرسائل أن لاوون أراد أن يقتفي أثر حزقيا بن آماز ملك يهوذا الذي صنع القويم في عيني الرب «فأزال المشارف وحطم الأنصاب وسحق حية النحاس التي كان موسى صنعها لأن بني إسرائيل كانوا إلى تلك الأيام يقترون لها وسموها نَخُشْتَان»3.

ويستدل من هذه الرسائل أيضاً أن لاوون اعتبر نفسه كاهناً وإمبراطوراً، فأجاب البابا مؤاخذاً الفسيلفس على استئثاره بالسلطة في هذه الأمور وعلى عدم اتصاله مسبقاً بالسلطات المختصة. وأضاف أن التحريم جاء لردع اليهود عن عبادة الأوثان. أما النصارى فإنهم لا يعبدون الصور4.

وهاج الإيطاليون بين أنكونة والبندقية ورفعوا لواء العصيان وبايعوا زعماء لهم وكادوا ينادون بإمبراطور غير لاوون لولا تدخل غريغوريوس في الأمر ونهيه5. ومما زاد في الطين بلة أن الإيطاليين كانوا قد استثقلوا ضرائب لاوون فلما أطل عليهم بسياسته الدينية الجديدة ازدادوا غضباً ونقمة. وظل غريغوريوس موالياً رادعاً. ولا عبرة بما جاء في كتاب المؤرخ الألماني كسبار عن نعرة غريغوريوس القومية الإيطالية6.

وعاد لاوون إلى جرمانوس الأول فحاول اجتذابه باللطف والملاينة والمالقة ولكن البطريرك أصر على موقفه وأوجب إبقاء الأيقونات في الكنائس وتكريمها وأدلى بحججه.


  1. Liber Pontificalis (Duchesne), I, 404; THEOPHANES, Chron., a. 6221.
  2. OSTROGORSKY, G., Les Débuts de la Querelle des Images, Mélanges Diehl, 1930, I, 244-254.
  3. سفر الملوك الرابع ۱۸: ۱ - ٥
  4. MENGES, H., Die Bilderlehre des hl. Johannes von Damaskus, 1938, 33; DOLGER, F., Byz. Zeit., 1931, 458 ff.; HALLER, J., Das Papsttum, I, 328, 502.
  5. Liber Pontificalis (Duchesne), I, 404-409.
  6. OSTROGORSKY, G., The Byz. State, 145, n. 1; GASPAR, E., Papst Gregor II und der Bilderstreit, Zeit. fur Kirchengeschichte, 1933, 29-89.