صفحة:حرب في الكنائس.pdf/42

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٤٤
حرب في الكنائس


جلسة کنیسة الرسل: وفي أول آب سنة ٧٨٦1 تكامل عدد المدعوين إلى المجمع فاجتمع الأساقفة الأعضاء في كنيسة الرسل في القسطنطينية بحضور إيرينة وقسطنطين السادس. وبدأ الآباء بدرس نصوص الأسفار المقدسة موضوع البحث في إكرام الأيقونات أو عدم إكرامها. وما كادوا يبدأون حتى فوجئوا بتدخل مسلح قام به بعض كبار رجال الجيش ولا سيما ضباط الحرس الذين هددوا البطريرك والأساقفة ورؤساء الرهبان بالموت إن هم عادوا إلى إكرام الأيقونات واحترامها، وعبثاً حاولت الفسيلسة إعادة النظام إلى الجلسة، وعبثاً حاول البطريرك إعادة السكوت. فالجند وبعض الأساقفة قاطعوه بالصراخ والضجيج. فأُجلت الجلسة وتوارى الأساقفة القويمو الرأي مسرعين مهرولين نحو مراكز أبرشياتهم2.

وعالجت إيرينة الموقف فأنفذت بعض الجنود والمتمردين إلى آسية لمحاربة المسلمين عند الحدود3. واستعانت بمن ائتمنت من جنود تراقية وجردت من تبقى من العناصر المتمردة من السلاح وإعادتهم إلى مواطنهم مع عائلاتهم4. ولما تم لها ذلك عادت فدعت الآباء إلى الاجتماع ثانية في أيار السنة ٧٨٧. وتجنبت العاصمة فجعلت نيقية مقر المجمع. وكانت وفود البطاركة لا تزال في العاصمة. أما وفد رومة فإنه كان قد وصل إلى صقلية. فعاد إلى الشرق وافتتح المجمع المسكوني السابع في نيقية في الرابع والعشرين من أيلول سنة ٧٨٧.

جلسات نيقية: وأًمَّ نيقية ثلاث مئة وخمسون أسقفاً أو أكثر وعدد كبير من الرهبان. وناب عن بابا رومة القسان بطرس وبطرس وعن البطاركة الثلاثة الشرقيين القسان توما ويوحنا. وتولى الرئاسة طراسيوس البطريرك القسطنطيني.

وعقد المجمع ثماني جلسات في أربعة أسابيع. واشترع اثنين وعشرين قانوناً. وخطب البطريرك الرئيس في الجلسة الأولى خطبة وجيزة. ثم قرئ كتاب قسطنطين السادس الفسيلفس ووالدته إيرينة. فجاء هكذا: «إننا قياماً بالوصية الإنجيلية وصية المسيح رئيس الكهنة الأبدي قد اعتنينا في إرجاع السلام إلى الكنيسة. فبرضاه ومسرته قد جمعناكم أنتم كهنته الجزيل بركم الحافظين عهده بذبائح غير دموية ليكون حكمكم حكم المجامع المستقيمة


  1. GRUMEL, Reg., 355.
  2. THEOPHANES, Chron., a. 6278.
  3. OSTROGORSKY, G., The Byz. State, 158.
  4. AMANN, E., Querelle des Saintes Images; FLICHE et MARTIN, op. cit., VI, 117.