صفحة:حرب في الكنائس.pdf/49

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٥١
الفصل الخامس: الأسرة العمورية وإبطال الأيقونات

الأعيان وكبار رجال الإكليروس في أمر الخلف مؤكداً أنه يؤيد مرشح الأكثرية الملهمة من الله1. فكتب ثيودوروس الإستوديتي الشهير إلى الفسيلفس يأسف أن ليس هنالك مرشح كامل الصفات، وأضاف أنه يجب التفتيش عن شخص تدرج في الكهنوت تدرجاً طبيعياً. فإما أن يكون أسقفاً وإما أن يكون رئيس دير أو عمودي أو حبيس أو إكليريكي يستطيع معاونة الذين يقعون في التجربة2. ولم يرشح ثيودوروس نيتيفوروس ولم يرض عن ترشيحه. وماشى تيودوروس في هذا كله نسيبه بلاطون السكوذيوني. وأومأ إلى ثيودوروس مرتئياً ترشيحه3. ولم يجمع الآباء والأعيان على مرشح واحد. ولم يفز أحد بأكثرية ملموسة فرشح الفسيلفس سميه نيقيفوروس رئيس المؤسسة الخيرية. ووافق جمهور الأعيان والآباء على اقتراح الفسيلفس فتم انتخاب نيقيفوروس بطريركياً مسكونياً في أوائل نيسان. ومانع نيقيفوروس كثيراً ثم خضع لإرادة الرب وعاهد الله والكنيسة أن يكون الراعي الصالح والأسقف الأمين. وقدم النذر ولبس الإسكيم في الخامس من نيسان في دير القديسين سرجيوس وباخوس. وفي التاسع من الشهر نفسه سيم شماساً في المقر البطريركي ثم كاهناً في العاشر منه في يوم الجمعة العظيمة. وأعلن البطريرك المنتخب إيمانه فجاء أرثوذكسياً. وفي يوم عيد الفصح سيم أسقفاً ثم نضب بطريركاً في كنيسة الحكمة الإلهية4. وحور نيقيفوروس رسائل الجلوس وبعث بها إلى بطاركة الإسكندرية وأنطاكية وأورشليم. ولكنه امتنع عن إعلام بابا رومة نزولاً عند رغبة سميه الفسيلفس. فالبابا لاوون الثالث كان قد أرسل الفيكسيلوم vexillum علم رومة إلى كارلوس لمناسبة ارتقائه السدة الرومانية في السنة ٧٩٥ بدلاً من إرساله إلى القسطنطينية. وكان قد لجأ إلى الإفرنج أيضاً عند تأزم الحالة في رومة سنة ٧٩٩. وفي السنة ۸۰۰ كان هذا البابا نفسه قد توج كارلوس إمبراطوراً. وكان قد ماشی کارلوس والبابا أدريانوس فاعتبر المجمع المسكوني السابع مجمعاً محلياً لا مسكونياً. وفي السنة ٨٠٦ عندما رقي نيقيفوروس السدة القسطنطينية كان نيقيفوروس الفسيلفس في حالة حرب مع كارلوس فامتنع البطريرك عن إرسال رسالة الجلوس إلى البابا لأن الفسيلفس نهاه عن ذلك. فلما سقط الفسيلفس في ميدان القتال في السنة ٨١١ عمل نيقيفوروس البطريرك بالتقليد الكنسي وأعلم أخاه حبر رومة بارتقائه


  1. Vita Nicephori, 153 f.
  2. THEODORUS, P.G., vol. 99, col. 960-961
  3. ALEXANDER, P.J., op. cit., 67.
  4. Vita Nicephori, 157; COTLIARCUIC, N., Die Besetzungsweise des Partiarchalstuhles von Konstantinopel; ALEXANDER, P.J., op. cit., 68-70.