ميخائيل الألثغ والأيقونات: وأصدر ميخائيل أمراً منع فيه كل مشادة حول الأيقونات. واستدعى من المنفى جميع المبعدين بسبب ذلك. واستقبل ثيودوروس الأستوديتي في قصره وأكد له حرية العبادة. وقال لنيقيفوروس البطريرك: ليس لي أن ابتدع في الإيمان ولا أن أجادل في التقاليد الموروثة أو أن أنقضها1. ولكنه قبل أن يتسنى له شيء من هذا اضطر أن يجابه ثورة مخيفة تطورت فأيدها بعض المكرمين. فإن توما أحد رفاقه في السلاح طمحت نفسه إلى الملك فسعى في أرمينية والبونط منذ أواخر عهد لاوون، فلما قتل لاوون ادعى توما أنه قسطنطين السادس ابن إيرينة فالتف حوله مكرمو الأيقونات. ورأى المستضعفون من سكان آسية الصغرى في توما محرراً فدخلوا في حزبه «فرفع الخادم يده في وجه سيده والجندي في وجه قائده والقائد في وجه أميره»2. وتفاهم توما والمأمون فأمده هذا بجيش قوي وأمر أيوب البطريرك الأنطاكي أن يرسم توما فسيلفساً ففعل3.
ونهض توما بجيشه إلى بر الأناضول وانتصر على جيش الفسيلفس. فأسرع ميخائيل الألثغ فاستدعى إليه زعماء القائلين بتكريم الأيقونات وحاول إقرار السلام الديني بمؤتمر في القصر. ولكن ثيودوروس الراهب رفض الاجتماع مع المحطمين. وقصد توما القسطنطينية في أواخر السنة ٨٢١ وبدأ حصارها براً وبحراً. وكان قد أحاط نفسه بالمسلمين وجاء منهم بعدد كبير فضعفت الحماسة له في أوساط المكرمين. ورفع ميخائيل علم الحرب على كنيسة سيدة بلاخونة وترأس ابنه ثيوفيلوس موكباً رافعاً الصليب ورداء العذراء فالتف حوله المحطمون والمكرمون! ثم اتفق ميخائيل وأمورتاج خاقان البلغار فأصبح توما أمام عدوين. وانحاز قسم من جيشه إلى الفسيلفس فارتد إلى أركاذيوبوليس. فحصره ميخائيل فسلم إليه في خريف السنة ٨٢٣ فقتله4.
ونزل المسلمون في جزيرة كريت (٨٢٦-٨٢٧) وثار يوفيميوس الصقلي وفاوض الأغالبة في شمال أفريقية. وحاول ميخائيل الألثغ انتزاع جزيرة كريت من يد المسلمين فأنفذ إليها حملة في السنة ٨٢٨ وأردفها بحملة أخرى في السنة ٨٢٩ ولكن جهوده لم تثمر.
- ↑ GELZER, H., Abriss der Byz. Kaisergeschichte, 967; TERNOVSKY, F.A., Graeco-Eastern Church, 487; DOBROKLONSKY, A., Theodore the Confessor, I, 849.
- ↑ THEOPHANES, Cont., 53.
- ↑ MICHEL LE SYRIEN, III, 57.
- ↑ THEOPHANES, Cont., 50 ff.; VASILIEV, A.A., Byzance et les Arabes, I, 49 ff.; OSTRA- GORSKY, G., Byz. State, 180-183.