ثيوفيلوس الأول: (۸۲۹-٨٤٢) وتوفي ميخائيل وفاة هادثة، فتولى الحكم بعده ابنه ثيوفيلوس. وكان هذا الفسيلفس رجل حرب فقاد جيوشه بنفسه وأحرز بعض الانتصارات. وفي الوقت نفسه كان رجل إدارة وتدبير فترك في الخزينة عند وفاته ما يعادل مليون ليرة ذهبية، ويختلف المؤرخون في موقفه من الأيقونات. فبعض يرى فيه عدواً وبعض يراه معتدلاً مقتصراً في إجراءاته على العاصمة وضواحيها1. والواقع أنه رغم تعلقه بالسيدة العذراء وبالقديسين فإنه اتخذ له مستشاراً عدواً للأيقونات وهو العالم الشهير يوحنا الكاتب. ثم جعل من صديقه هذا بطريركاً مسكونياً2. وكوى كفّي العازر الراهب «المصور» بالحديد الحامي. وجلد ثيوفانس وأخاه ثيودوروس الراهبين الفلسطينيين ووسم جبينهما بأبيات من الشعر نظمها هو نفسه3.
إشارة ثيودورة وعصا القوة: (٨٤٣) ومرض ثيوفيلوس بداء الزحار وحضرته الوفاة. فحزنت ثيودورة الفسيلسة وتألمت جداً. ثم رأت زوجها في منامها يجلد في حضرة السيدة والدة الإله والملائكة، فاستيقظت فسمعت ثيوفيلوس يصرخ: «ويحي أنا الشقي فإني أجلد من أجل الأيقونات» . فوضعت ثيودورة فوقه أيقونة السيدة وتوسلت إليها. ورأى ثيوفيلوس إنساناً حاملاً حجاباً عليه صورة المسيح فأخذه وصافحه فهدأ حاله وشفي حلقه وفمه. فاستيقظ معترفاً بإكرام الأيقونات. (التريوذيون – أحد مستقيمي الرأي).
وتوفي ثيوفيلوس في العشرين من كانون الثاني سنة ٨٤٢. وخلف خمس بنات وابنا ذكراً هو ميخائيل الثالث (٨٤٢-٨٦٧). وإذ كان ميخائيل هذا لا يزال في السادسة فإن المليك الراحل جعل زوجته ثيودورة وصية على الملك القاصر. وعاونها في الوصاية مجلس تألف من كبار رجال الدولة.
وكانت ثيودورة من محبي الأيقونات. وكانت موجة التحطيم قد خفت وتضاءلت. فدعت ثيودورة الآباء الأرثوذكسيين إلى مجمع ليحل ثيوفيلوس زوجها من خطيئته في اضطهاد من كرم الأيقونات. وطلبت إلى البطريرك يوحنا الكاتب أن يشترك في أعمال هذا المجمع فأبى. فعزله مجلس الوصاية وأقام مثوذيوس المعترف بطريركاً محله. وصدق المجمع أعمال المجمع