صفحة:حرب في الكنائس.pdf/7

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٩
الفصل الأول: الرسوم والصور والأيقونات في القرون الأولى

جدید1. واستعان رجال الفن من المسيحيين بالفسيفساء الملونة وسبقت رومة غيرها، فيما يظهر في هذا المضار فانتج رجالهـا في عهد البابا سيريقيوس (٣٨٤-٣٩٩) فسيفساء كنيسة القديسة بودنسية التي تعد بحق أولى روائع الفن المسيحي2.

بدء المعارضة: وما كاد رجال هذا الفن ينطلقون إلى العمل والإخراج حتى انبرى لمقاومتهم عدد من كبار الآباء ورجال الدين. واشتدت المقاومة في إسبانية فاتخذ مجمع إلفيرة قراراً في حوالي السنة ٣٠٠ حرَّم به وجود الصور في الكنائس كي لا يرسم على الجدران من يكرم ويعبد3.

ولم يرضَ أفسابيوس أسقف قيصرية فلسطين (علامة الخنجرية ٣٤٠) عن هذا التزيين والترويق ورأى في تعليق الصور وإقامة التماثيل بدعة وضلالاً. وهو يذكر لهذه المناسبة تمثال السيد في بانياس فيقول أن تلك التي دنت من وراء السيد ومست هدب ردائه فبرئت كانت من بانياس فينيقية. فلما عادت إلى بلدتها أقامت أمام بيتها تمثالين من النحاس أحدهما يمثل امرأة جاثية مادة يديها متضرعة والآخر يمثل السيد واقفاً ناظراً إليها ماداً يده نحوها. يعلق أفسابيوس فيذكر أن هذين التمثالين كانا لا يزالان قائمين في عصره وأن النبات عند قدمي تمثال السيد كان يشفي جميع الأمراض4. وكتب هذا الأسقف إلى قسطندية ابنة قسطنطين محتجاً على جرأة أولئك الذين يعلقون صورة الجوهر الإلهي الروحي5. واشترك في هذه المعارضة في هذا القرن الرابع إستيريوس أسقف أماسية البونط فاحتج على التطرف في تزيين الكنائس6. ولعل القديس إبيفانيوس لم يرض هو أيضاً عن إدخال الصور إلى المعابد7.

أما باسيليوس الكبير وغريغوريوس النيسي فأنها استصوبا الاستعانة بالتصوير فقال الأول:


  1. LECLERCQ, Nimbe, Dict. Arch. Chrét.
  2. LABRIOLLE, P., Culture Chrétienne; FLICHE et MARTIN, Hist. de l'Eglise, III, 435.
  3. HEFELE-LECLERCQ, Hist. des Conciles, I, 240, n. 4.
  4. EUSEBE, Hist. Ecc., VII, 18.
  5. Mansi, XIII, Col. 313, 317; Pitra, Spicil. Sol., I, 383 ff.
  6. Hom. de divite et Lazaro; in Laudem S. Euphemiae.
  7. Mansi, XIII, Col. 291, 335.