صفحة:حول معركة حمص.pdf/1

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢٥
الكلية
حول معركة حمص

ورد في الصفحة ٥٢ من كتاب خطط الشام للأستاذ محمد كرد علي رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق أنه بينا كان إبراهيم باشا المصري مشغولاً في حصار عكة سنة ١٨٣١ – ۳۲ تمكنت الدولة العثمانية من تجنيد عشرين ألف مقاتل بقيادة عثمان باشا والي حلب وأن إبراهيم باشا ترك عندئذٍ قسماً من جيشه على عكة والتقى في ضواحي حمص مع القسم الآخر بالجيش العثماني وهزمه. وأنه بعد فتح عكة فتح أسطوله اللاذقية وطرابلس وبيروت وصيدا وصور وجاء أيضاً بعد هذا كله، نقلاً عن ابن البيطار، أن إبراهيم باشا قصد طرابلس وحمص – بينما كان جيشه على عكة – ودخلهما بلا قتال وأنه عزم بعد فتح دمشق على قتال حمص فحصل بينه وبين العسكر السلطاني قتال قتل منهم نحو خمسة آلاف وأسر نحو أربعة آلاف. ونقلاً عن كتاب البهجة التوفيقية، أن الدولة جيشت جيشاً آخر بلغ عدده ستين ألف مقاتل وأن هذا الجيش التقى بعساكر إبراهيم أمام حمص وانهزم فبلغ عدد قتلاه ۲۰۰۰ والأسرى ٣٠٠٠. أفحدث قتال في ضواحي حمص في أثناء حصار عكة أم لم يحدث. وفتحت طرابلس في أثناء حصار عكة أم بعد فتحها. وكان ذلك بقتال أم بلا قتال وبراً أم بحراً أم براً وبحراً؟ وكان عدد القتلى في معركة حمص بعد فتح عكة خمسة آلاف أم ألفين، وعدد الأسرى أربعة آلاف أم ثلاثة آلاف؟

كان يجدر بالأستاذ كرد علي أن ينعم النظر في بعض هذه الأقوال المتناقضة التي وردت في صفحة ٥٢ و٥٣ و٥٤ من كتابه هذا ويغربلها بغرباله العصري فيساعد القارئ على الوصول إلى الحقيقة. على المؤرخ اليوم أن لا يكتفي بنقل الرواية وضمها إلى غيرها ونشرها على علاتها قويت أسانیدها أو وهنت وناقض بعضها بعضاً أم لم يناقض – كما فعل الطبري والمسعودي وابن الأثير وغيرهم - عليه أن يقلب رواياته ليتبين عيوبها ويتنسم الأخبار التي لديه لمعرفة صحيحها من فاسدها. عليه أن يعتمد على العقل في النقل ويقدم للقراء ما يتيقن صحته من الأخبار لتكون استنتاجاتهم في محلها خالية من الغلط. والأستاذ كرد علي والحق يقال أدرى من غيره في ماهية هذه المطالب فإنه قد نوه بها في الصفحة الثامنة من مقدمته النفيسة لهذا التاريخ حيث قال: وقد اعتنيت بتجريد هذا