صفحة:حول معركة حمص.pdf/2

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢٦
التاريخ والاجتماع

الكتاب ما أمكن من المبالغات والخرافات ونخل لباب الوقائع المهمة الثابتة وحذف ما فيه شيةُ شبهة أو شائبة غلو وإن كان منها ما يروق بعضهم … فخاطبت ما استطعت العقل أكثر من العاطفة وعنيت في قسم التاريخ السياسي أن أبين عامل الحوادث وتسلسل الكوائن ودواعي الأحوال القريبة أو البعيدة واستخراج النتائج واستنباط القواعد - والتاريخ ربيب الحرية لا يتصرف على هوى من يكتبه و يقرؤه ولا على أذواق المعاصرين وميولهم. وما دام موضوعه الاعتبار بالخالي لمعرفة الحالي والآتي فهو جدير بأن يتحرى فيه الحق ولا يدون سواه ولا يتناغى بغير الواقع. قال أحد العلماء عندما نريد أن نصل إلى الحقائق التاريخية يجب أن تصبح همتنا على إزالة الأوهام ونزع الزوان من الأساطير التي تعلق بالوقائع الثابتة القليلة التي وصلت إلينا.

ثم أين يا ترى التقى عثمان باشا بإبراهيم باشا. أفي ضواحي حمص كما يقول الأستاذ كرد علي أم في الزرَّاعة: وهنا لا بد لنا من مخالفة الأستاذ أيضاً فإنه لو راجعنا الأصول لوجدنا أكثرها وأهمها كمؤلفات بايتن وبريس دافان وده فولابال وجوان وطنوس الشدياق وإسكندر أبكاريوس1 تقول أن عثمان وإبراهيم تواقعا في الزرَّاعة لا في حمص. وقد ظفرنا مؤخراً برسالة خطية من وكيل سرعسكر مصر وقتئذٍ إلى الشيخ حسين عبد الهادي بتاريخ ١٩ ذي القعدة سنة ١٢٤٧هـ تؤيد قولنا وتثبت وقوع هذه المعركة في الزرَّاعة إثباتاً نهائياً. وها نحن ننشرها الآن بحروفها زيادة للإيضاح وحرصاً على نصها:2

فخر المشايخ المكرمين أخينا الشيخ حسين حفظه الله تعالى

قبل الآن عرفناكم عن حلول ركاب سعادة أفندينا ولي النعم السرعسكر المعظم في


  1. اطلب كتاب أخبار الأعيان في جبل لبنان للشيخ طنوس الشدياق ص ٥٧١ (طبع بيروت سنة ١٨٥٩) وكتاب المناقب الإبراهيمية والمآثر الخديوية لإسكندر بك أبكاريوس (طبع حمص سنة ١٩١٠) ص ٣٤
    Paton, A History of the Egyptian Revolution (London 1870), II, 96, P. et H., L'Egypte Moderne (Paris 1870), 15; Gouin, L'Egypte au XIX Siecle (Paris 1847), 431.

    واطلب أيضاً ما كتبه نوفل نوفل في هذا الصدد وفي مخطوطته المشهورة – الكلية ج ١١ ص ٤١
  2. والفضل في هذا كله يرجع إلى حضرة إبراهيم بك عبد الهادي من أعيان نابلس الذي احتفظ بأوراق أجداده وتفضل علينا بهذه الخدمة العلمية. وإلى وصفي أفندي عنبتاوي أحد طلبة الدائرة القلمية في هذه الجامعة الذي بحث عن هذه الرسالة في نابلس في أثناء عطلة الصيف الماضي