صفحة:حياة عصامى.pdf/57

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الساطع على هذه الحرب – ظهرت فى مأساة الاحتكار للقطن الاشمونى محصول سنه ١٩٤٩ / ١٩٥٠ فى عهد الملك المخلوع فاروق – هذه المأساة التى كانت (القشه التى قضمت ظهر البعير ) بعد محنه الجيش فى حرب فلسطين سنه ١٩٤٨ واكتشاف الاسلحة الفاسدة – عندئذ طفح الكيل وقامت الثورة فى ٢٣ يوليو سنه ١٩٥٢ – تلك الثورة التى ساندها الشعب المصرى على بكرة ابيه ..

ولن انسى انى كنت فى تلك الايام مريضا فى احد فنادق مدينة زيورخ بسويسرا – وسمعت الراديو يذيع خبر قيام الثورة بزعامة محمد نجيب – فلم اصدق اذناى – وغادرت فراش المرض مسرعا الى الشارع لاشترى الصحف كى اتأكد من صحة هذا النبأ السار – ولما تأكد لى الخبر لم اتمالك نفسى من الفرح والبهجة فمشيت ارقص فى الشارع . والله شاهد على قولى هذا – وارسلت البرقية تلو البرقية للسادة الضباط الاحرار شاكرا عملهم الخالد ومهنئا مصر بخلاصها من عهد ذلك الملك المعتوه .

وكان عملى هذا نتيجة طبيعة – لانى كنت ضحية الفساد الذى استشرى فى مصر وكاد ان يؤدى بافلاسى – فلا عجب اذا شملنى الفرح حتى خرجت عن وقارى .. ورقصت فى الشارع امام الماره . وسرعان ما قفلت راجعا لمصر ليكمل فرحى مع الشعب .


الاعتراف بالفضل تذويه


لقد تعودت السفر للخارج سنويا للراحة والاشغال معا – وبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت فضايح الملك فاروق فى اوروبا اثناء زيارته السنوية – ونددت بها صحف العالم حتى شعر المصريون الذين كانو فى اوروبا ، بعدم الاحترام الواجب لهم لان الشعب الذى يقبل حكم هذا الملك لا يستحق الاحترام ..