صفحة:داعي السماء.pdf/48

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
الرق في الإسلام

التي نزلوا بها نزول العبيد، ولم يقبل منهم العتق غير أربعمائة أو دون ذاك، كما جاء في بيان المندوب الإنجليزي الذي نيط به تنفيذ تلك الشروط.

ومهما يقل القائلون في تعليل ذلك الإيثار، فالأمر الذي لا يُنكر في هذا المقام ولا ينسى أن أولئك الجند الأوروبيين الذين أسروا وهم يعلنون قضية الاستقلال، ما كانوا ليحمدوا البقاء عند سادتهم المسلمين لو كانت وصايا الإسلام بالأرقاء قد ذهبت ذهاب الكلام في الهواء.

فالعقائد الكبرى قد تتكلم بلسان الفضائل المثالية في نشأتها الأولى، وقد ينشدها المؤمنون بها حبٍّا للمثال الأعلى وطموحًا إلى الكمال، ولكنها لا تلبث بعد ذلك أن توزن بالميزان وتشخص للعيان.

47