صفحة:ذو النورين عثمان بن عفان (المكتبة العصرية).pdf/5

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

تكن الا وسيلة من وسائل تدعيم العصبية ، ليقوي شأنهم في مواجهة بني هاشم ، وان تلك المناورات تدخل في سيرة عثمان مداخل شتي ، وان كل عمل من اعماله ، أو خلق من أخلاقه له صلة بتلك المنافرات •• وان سبق عثمان الى الاسلام . وهو من تلك الأسرة بالذات كان يعد نفلا له لا يداينه نضل فقد أسلم رغم تلك الحواجز العريقة من المنافسة والملاحاة بين بني أمية وبني هاشم ، وشريعة العداوات في الجاهلية تقف حائلا منيعا دون ذلك .. نعتبة ابن ربيعة لم يدخل حلف الفضوله مع اعجابه به ، خشية أن يؤثر ذلك في علاقته بأسرته ، حتى قال : و لو أن رجلا وحده خرج من قومه لخرجت من عبد شمس حتى أدخل حلف الفضول ، .. وشتان ما بين سحلف الفضول والدخول في الإسلام ، فحلف الفضول لا يهدم معتقدا ، ولا يغير دينا والاسلام جاء بهدم المعتقد الموروث من عبادة الأصنام ، وفضلا عن ذلك فان اتباع محمد يرفع من قدر بيت عبد المطلب ، ويكسبه شرنا لا يصل اليه شرف بين الناس تاطية - . لذلك لا نعجب من الاهانات التي لقيها الرسول من الحكم بن الماص ، وعقبة بن أبي معيط ، وكلاهما وثيق الصلة والعربي بعثمان ، ولا نعجب . ايضا . مما لاقاه عثمان بعد اسلامه على يد عمه الحكم ، بغية أن يرده عن الاسلام فلم يفلج وعثمان كان في قبوله للاسلام سريع الاستجابة ، مفتوح القلب ، متطلعا إلى الحق ، لانه كان في ضميره باعث ملاع إلى الإيمان بالدين الجديد . وبعد ان اعتنق الامويون الإسلام ، انتهت المنارات والمفاخرات بينهم وبين بني عبد المطلب ، وما من أموي أسلم كان يتعالى الى مطاولة إلى النبي ، ولكنهم مع كانوا يردون في قرارة أنفسهم أن يسمعوا عن أمية كلما سمعوا عن هاشم ونبيه .. حتى ان عثمان نفسه أستحضر في خلافته رجلا نسابة من حضرموت ، رساله : ارايت عبد المطلب ؟ قال : نعم • رايت رجلا قعير ابيض طوالا مقرون الحاجبين ، بين عينيه غمرة يقال : ان فيها بركة ، وان فيه بركة . فعاد يسأله : افرأیت أمية ؟ قال : نعم ۰۰ رايت رجلا آدم ديما قصيرا أعمي ، يقال : انه نكد ، وان فيه نگدا ، فقال عثمان : حسبك من شر سماعه .. وصرف الرجل : ولد عثمان بعد ستة أعوام من عام الفيل ، وكان أبوه من التجار الكبار فساش في رغد من العيش ، ومات أبوه وعثمان في مقتبل العمر ، وتزوج عتبة ابن ابی معیط من أمه أروى البيضاء بنت عم الرسول - صلى الله عليه وسلم . وكان له خالة كامنة ، ومن جهة أمه كان جنوح طبيعته للتدين الذي عرف عن بني هاشم ، ولعل اجابة امه على شكرى زوجها عقبة عن عثمان خير دليل على ذلك ، فحينما قال لها : ان ابنك قد صار ينصر محمدا ، لم تنكر ذلك من ابنها وقالت : ومن أولى به منا، أموالنا ، وانفسنا دون محمد .. !! . -