صفحة:ذو النورين عثمان بن عفان (المكتبة العصرية).pdf/6

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

f < . اذن عاش عثمان مشكلة زوج الأم التي تنال اهتمام علم النفس الحديث ، و كان يشعر بالغضاضة من هذا الزواج، وينظر الى عقبة على أنه قد انتزع مكان ابيه ، وتمكن هذا الشعور من طويته ، فملات الريبة نفسه في الارضاع القائمة .. وكان عثمان مشهورا بالجمال والحياء ، بالاضافة الى عذوبة روحه ، وحلاوة شمائله ، ومحبته لدي عارفيه ، وكان فيه حزم وصفه به أبو بكر يوم دعاه الى الاسلام قائلا : «ريحك يا عثمان ، انك لرجل حازم ، ما يخفى عليك الحق من الباطل ، و كان سريع الاستجابة للحق ، فما أن قال له أبو بكر ذلك ، حتی مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم . - ومعه علي بن ابي طالب ، فقام أبو بكر للرسول ، وأسر في اذنه بشي ، يقول عثمان : فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقعد، ثم أقبل علي ، فقال : « یا عثمان .. أجب به الى جنته ، فاني رسول الله اليك والى خلقه ، قال عثمان : « فوالله ما تمالكت حين سمعت قوله أن أسلمت ، شهدت أن لا اله الا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، ۰۰ ومن بين خلائق عثمان التي قالها عن نفسه ، أنه كان في الجاهلية مستهترا بالنساء وساق الكاتب نموذجا لترنسه في العيش ، ونموذجا النظرته إلى المال راستخلص من ذلك ، أن خلائق عثمان كانت الى الطيبة والسماعة ، أقرب منها الى صفات البأس والصرامة ، وان نشأة العيش الخفيض صحبته من صباء إلى شيخوخته وأتى الكاتب بحادثة خصومته مع أبي عبيدة وبعد أن برا عثمان مما اخذ عليه في تلك الحادثة ، عقب عليها بأن المعارك لم تحفظ لعثمان موقفا من تلك المواقف النادرة التي تتناقلها الألسنة ويتساير بها الركبان الا ان فضيلته العليا السخاء حيث يعز السخاء على أمثاله من ذوي الثراء وهذه هي آية العقيدة في مناقب عثمان . فقد آلى على نفسه أن يسبق اكفاءه في ميادين الجود والسخاء ، لانه لم يستطع أن يسبقهم في ميادين الجهاد والغداء ولقد عاب الاستاذ العقاد على جمهرة المؤرخين وصفهم لعثمان بالضعف ، مبينا ان القول بضعف عثمان صعب على من يعلم أن السماحة نفسها قوة لا يضطلع بها طبع ضعيف ، وان عهد عثمان لم يخل من عمل يدل على ترة نفس ، ومناعة خلق ، وثبات لا يتزعزع أمام الهول والخطر فكان اسلام تحديا لخاسة اهله ، وتلقى صدمات في بداية خلافته لم يتعرض الفاروق لأخطر منها في جميع ايامه .. وليس من السهل أن يوصف بالفعن رجل يحيط به خطر الموت من كل جانب ، ولا يذعن لمن توعدوه به ۰۰