صفحة:ذو النورين عثمان بن عفان (المكتبة العصرية).pdf/7

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

+ f ...

t ثم بين الكاتب ان عثمان کان وسطا بين الانقياد والاقتحام ، وان ! نقياده لأبي بكر حين دعاه للاسلام لا يشينه ، لانه انقياد للاكبر ، زان انتياده لمروان بن الحكم الذي تغنى به المؤرخون نأنسب ما يقال فيه : انه طاعة : طاعة اختيار وليست طاعة انقياد ، ولم تكن يوما بطاعة الضعيف يلعب به القوي ، بدليل أن عثمان كان يسمع لمروان اذا اصاب ، ويعرض اذا اخطا • ثم تناول المؤثرات التي أثرت في شخصيته سواء أكانت من فعل البيئة ، أم من فعل العقيدة فمؤثرات البيئة : وراثته الأموية، ويتمه في صباه ، ونشأته في بيت يتولاه غير أبيه ، وانتماؤه من جانب الأمومة الى بيت عبد المطلب ، واصابته بالجدري في شبابه ، وبعض النفسانيين يرى أن الجدري اذا أهمل علاجه يترك أثرا في بنية المصاب وأما أثر العقيدة : فانها لم تبطل. سماحته ، ولم تغض من قيمتها ، بل نكت فيه تلاك السماحة ، وجعلتها مزية له . وأما عن ثقافته ، فانه كان عالم بالانساب ، والامثال ، واخبار الأيام ، وعرف من أطوار العرب وأحوالهم ما لا يعرفه نمیره ، نظرا لكثرة رحلاته ، ومعاشرته لغير العرب ، كما كان خبيرا بمعارف البادية وكان فقيها بأحكام الدين ، وأحفظه المسلمين لكتاب الله ، وروی قرابة مائة وخمسين حديثا ، وقال فيه ابن سيرين :۰۰۰. كان المهم بالمناسك عثمان ، وبعده ابن عمر ، ۰۰ وكان سفيرا بين المسلمين وأعدائهم مما جعله على دراية بمجريات الأحداث ۰۰ واعتمد عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تدوين الوعي ، كما اعتمد عليه أبو بكر - رضي الله عنه - في كتابة الوثائق الهامة واكتسب من ترحاله في البلاد لبانة في الحديث ، حتى قال فيه عبد الرحمن بن حامليه : ما رأيت أحدا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم سے کان اذا حدث أتم حديثا ولا أحسن من عثمان بن عفان ، الا انه كان رجلا يهاب الحديث ، ۰۰ و كان الرسول يحب حديثه ، ويتوق الى سماعه في بعض اوقاته ۰۰ وروي عنه شعر لم يطمئن الكاتب الي أنه قائله ومعرض بعض كتبه الى عماله ، وامراء الأجناد ، والجباه ، مشيرا إلى أن هذه الكتب لا يمكن أن تكون من أملاء مروان بن الحكم ، لان بعضها قد بدی وختم بآيات من القرآن تلائم ما يدعو اليسه ، أو ينهي عنه ، ولم يكن مروان حافظا للقرآن مثل عثمان ، كما أنها ناطقة بخلائق عثمان ۰۰ وتميزت كتاباته وخطبه بالسلاسة والبساطة ، وعدم التكلف ، والبعد عن الاصطناب 6 A