صفحة:صفحة جديدة من تاريخ الثورة الدرزية 1834 - 1838.pdf/10

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٨٤
صفحة جديدة من تاريخ الثورة الدرزية

إذا شاء مولانا أن يستخدم الدروز [كنفر عام] (أي كعساكر غير نظامية) فإن العدد الذي يطلبه منهم بالغاً ما بلغ من أية جهة كانت، يقنون أنفسهم في سبيل خدمته. فأجيبوا: لو طلب من الدروز نحو خمسة أو ستة آلاف رجل [كنفر عام] وأرسلوا في مهمة مـا إلى إحدى الجهات فإن الذاهبين يتركون أعمالهم بينما الباقون يتكلفون مبالغ وافرة لمدهم بالزاد، على حين أن تقديم العساكر المطلوبة الآن يزيل هذين الضررين الجسيمين، وعدا ذلك فإن الحكومة ستقدم إلى الأنفار المطلوبة الرواتب والتعيينات والكساوي، وهذا من شأنه عمار الجبل واطمئنان الأهالي ورفاهيتهم، ولذا فإنكم لو قدمتم هؤلاء الأنفار لخدمتم مصالحكم. أما الأعذار الدينية فإن المرء عندما يرى خطر الموت والخراب يجوز له أن لا ينظر في العذر، فإذا ما قلتم في أنفسكم: نجاوب الآن على هـذا الوجه، ومـن ثم، عندما نرى ذاك الخطر نسلم فإن الوقت الحالي هو وقت الخطر تماماً فإذا أردتم دفع البلاء، فافعلوا من الآن لأن الندم في آخر الأمر لا يجدي نفعاً. أما إذ قلتم - كما يصور لكم الوهم - إذا زحفت العساكر على الجبل، ضربنا صفحاً عن محاذير الدين إذ ذاك وقدمنا الأنفار المطلوبة، فما من أحد يرضى في ذاك الحين بالاكتفاء بمثل هذا العدد من الأنفار، ففكروا ملياً في وخامة العاقبة. وهنا وعدوا الأمير بأن يجمعوا في هذا المساء جميع شيوخ العقل في جبل الشوف القريب منهم ويتشاوروا معهم في الأمر ثم يعودوا في الصباح بالجواب الشافي، ثم استأذنوا الأمير في الانصراف وانصرفوا. وفي يوم السبت عادوا إلى الأمير وقالوا: إن جميع شيوخ العقل ووجوه الدروز ممتثلون للأمر طائعون إلا أنه نظراً لعدم وجود رجال لدينا يصلحون لهذه المهمة يقصد مهمة القبض على الأنفار الطلوبة فإنهم أي الأنفار يؤثرون الموت على تسليم أنفسهم، فأجيبوا: لا يطلب منكم القبض على هؤلاء الأنفار وإحضارهم، إذ أن الحكومة هي التي ستولى أمر القبض عليهم لأن الرجال الذين يراد تجنيدهم في أية جهة من الجهات لا يتقدمون إلى الخدمة من تلقاء أنفسهم وإنما جرت العادة بأن يقبض عليهم من قبل الحكومة بساعي الشيوخ ودلالتهم. ولدى سؤالهم عما إذا كانوا سيسعون مثل شيوخ الجهات الأخرى عندما يشرع في أخذ الانقار المطلوبة من