صفحة:صفحة جديدة من تاريخ الثورة الدرزية 1834 - 1838.pdf/11

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٨٥
صفحة جديدة من تاريخ الثورة الدرزية

الجبل، على هذا الوجه، فقالوا في شدة نحن نسعى ونبذل النصح ولكننا لا نستطيع أن نتكفل غير ذلك. وإلى هنا كان الأمر قد اتضح، إلا أن الأمير الموما إليه أجابهم قائلاً: إنني لو أحطت الآن مولانا علماً بردكم لكانت النتيجة سيئة عليكم، وحيث أنكم قد تعهدتم على أنفسكم أن تسلكوا سبل الصدق والاستقامة، فانصرفوا وانصحوا الجميع، لأني سأشرع في طلب الأنفار المراد جمعها وأخذها وسأعرض على مولانا إني سأجمعها، ذلك لأني أرى أنه ليس ثمة من سلامة للجبل إلا في إعطاء هؤلاء الأنفار، وبعد ذلك سمح لهم بالانصراف. هذا وقد أوفد بعض الرجال لإحضار شيوخ بيت تلحوق وبيت عبد الملك الذين هم شيوخ المقاطعات لتداول الرأي معهم في هذا الموضوع والتنبيه عليهم بوجوب الشروع في طلب الأنفار المراد جمعهم، وفي يوم الأحد حضر هؤلاء الشيوخ، ولما أخذ الأمير الموما إليه يناقشهم في الموضوع، بحضور عبدكم أبانوا صعوبة الأمر كشيوخ العقل – مـن جراء تشتت الدروز في الجبال، وعدم بيتوتتهم في منازلهم منذ أن علموا بموضوع هذا [النظام] إلا أنهم قالوا: نحن عبيد مولانا ونتعهد بأن نخدمه بأرواحنا وأجسامنا، إلا أن القبض على هؤلاء الأنفار أمر لا طاقة لنا به، ذلك لأن النفور من هذا المشروع قد شمل الجميع إذ إنه ليس من المعلوم من هم الأنفار الذين سيجندون ومن هم الذين سيبقون، حتى أن أتباعنا انفسهم قد انضموا إلى النافرين فيمن والحالة هذه نستطيع أن نقبض على الرجال الذين تقلدوا سلاحهم ونفروا إلى الجبال. ولما أبدوا هذه الاعتذارات، أجيبوا أن هذه الأعذار لا تقبل منكم، لأنه في استطاعة كل رجل منكم أن يقدم بضعة أنفار ممن ربيتوهم، كما يمكنكم تقديهم بإرضانهم بالمال وإذا ما عمد بقية الشيوخ إلى مثل هذه الطريقة تكون السبيل قد مهدت لجميع الأنفار المطلوبة رهان الأمر، وما دمتم تقولون أن جميع الدروز قد نفروا من هـذا الأمر وكل منهم يقول سيجندونني، وذلك نظراً لعدم معرفة الأنفار المطلوبة، فعلى كل منكم أن ينظم كشفاً بأسماء الأنفار المطلوبة من مقاطعته وأن يعلن أهالي المقاطعة بما يحويه هذا الكشف من الأسماء، حتى يزول الالتباس، ومن البـداهة أنكم إذا فعلتم ذلك اطمأن غير المطلوبين وانفرطت جموع النافرين