صفحة:صفحة جديدة من تاريخ الثورة الدرزية 1834 - 1838.pdf/4

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٧٨
أسد رستم

٢ – تحصيل «الفردة» أي فريضة الرؤوس من جميع الرجال على اختلاف مذاهبهم
٣ - التجنيد في البلاد الساحلية
٤ - نزع السلاح من أيدي أهل البلاد

أما الذي حمل حكومة محمد علي على التشدد في أمر التجنيد في سوريا فهو أن الدولة العثمانية كانت تحشد جنودها على مقربة من حدود سوريا الشمالية بحجة مقاتلة ثوار الأكراد فاستعداداً للطوارئ بادر محمد علي إلى تقوية جيوشه في سوريا وأصدر أوامره بتعميم التجنيد فيها وبمقتضى ذلك النظام طلبت حكومة دمشق من دروز حوران ماية وسبعين مجنداً مع أنها لم تكلفهم التجند في سنة ١٨٣٧ لشعورها بحاجتهم إلى الرجال لدفع اعتداء العربان المحيطين بهم من كل جانب لأن الدروز أنفسهم كانوا يقومون في بلادهم بما هو من واجب جنود الحكومة ورجال شرطتها فيتولون حفظ الأمن في الداخل والدفاع عن حوزتهم عنـد وقوع اعتداء من الخارج، وحالتهم في سنة ١٨٣٧ لم تتغير عما كانت عليه في سنة ١٨٣٦ فتجنيدهم وتكليفهم الخدمة في أماكن بعيدة عن جبلهم بينما جيرانهم من عربان البادية يسرحون ويمرحون لا مبرر له من جانب الحكومة لأن عدم تجنيد ماية وسبعين رجلاً ليس له تأثير محسوس في قوة الجيش. فالذي يتبادر إلى ذهن الباحث هو أن حكومة محمد علي اتخذت مسألة التجنيد ذريعة للتحرش بدروز حوران توصلاً إلى أغراض أكثر أهمية من الحصول على ماية وسبعين مجنداً. فجبل حوران واللجاة كانا في ذلك الزمان ملجأ لكل خائف من جور الحكام أو ثائر على الحكومة ومعقلاً يعتصم به الفارون من التجنيد والمتملصون من حمل الضرائب الثقيل حتى أن قرى عديدة في جبل الكرمل خربت في ذلك الوقت وانتقل أهلها إلى جبل حوران لينجوا من الضرائب الثقيلة وشدة وطأة التجنيد وفي ذلك خسارة جسيمة على الحكومة في المال والرجال. فلذلك رأت الحكومة أن تدويخ دروز حوران يثبت قدمها في جبالهم وفي اللجاة ويمكنها من إيقاف تيار اللاجئين إليها ومن فرض التكاليف العسكرية والمالية عليهم وتمهيد السبيل لبسط سلطتها على ما ورائهم من العربان».

وإليك الآن ما وجدناه في عابدين مما يتعلق بالثورة الدرزية:

أولاً: محفظة ٢٠١ عابدين رقم ۱۲ بتاريخ ٥ محرم سنة ١٢٥١
الأمير بشير إلى إبراهيم باشا

ولي النعم أفندم سلطانم المعظم أدام الله تعالى دولته

غب لثم الأذيال يعرض عبد بابكم أنه قبل هذا أعرضنا لدولتكم أننا جميعنا عبيدكم أكابر الجبل الدروز من أمرا ومشايخ ووجوه واقفناهم على أوامر دولتكم بطلب أنفار للعسكرية ووزعنا أورطة ثمانماية نفر على جميع المحلات التي فيها دروز قرية قرية كما شرحنا ذلك بعرضحالنا المتقدم وأنهم توجهوا من