صفحة:صفحة جديدة من تاريخ الثورة الدرزية 1834 - 1838.pdf/9

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٨٣
صفحة جديدة من تاريخ الثورة الدرزية

الرأي فيه، وقد تم تداول الرأي في ذلك ثلاث مرات ونوقش الموضوع من جميع نواحيه وأخيراً تقرر أن يستقدم الأمير بشير كبار شيوخ العقـل لدى الدروز وأن يقول لهم: إن أمر هـذا النظام قد اتبع في جميع العالم وقد أخذ [أي أخذ الضرائب وتجنيد العساكر وما إلى ذلك] من جميع الممالك الداخلة في الحكومة المصرية، وبما أن ترددكم في تقديم ذلك سيؤدي إلى تكدر ولي النعم وحيث أن مولانا قد تفضل وأمر أمراً قاطعاً بوجوب أخذ الأنفار المطلوبة منكم ومنحكم امتيازاً لم يمنحه سواكم حيث أمهل به الدروز مدة خمسة عشر عاماً لاستخدامهم في الجندية فإنكم إذا امتثلتم للأمر وقدمتم من تلقاء أنفسكم الأنفار المطلوبة منكم تكونوا قد فزتم برضاء مولانا عنكم ووفقهم إلى الإقامة في أوطانكم آمنين مطمئنين بالرفاهية، أما إذا عمدتم إلى التردد وأبديتم التمنع فإن قوة مولانا القاهرة معلومة لديكم إذ تؤخذ العساكر إذ ذاك من جبل الدروز كما أخذت من جيل القدس، ونابلس، والنصيريين. إلا أنه نظراً لخدمات الدروز السابقة قد أوفد مولانا، حنا، خصيصاً، لتدبر أمر أخذ العساكر المطلوبة بواسطة النصح والإرشاد ومن غير أن يقع في جبل الدروز مثل ما حدث في تلك الجبال من التأديب وخرق الحرمات، وإني نظراً لمحبتي العظيمة لكم منذ القدم، ورغبة في وقاية الجيل من أن يكون عرضة لنيران غضب ولي النعم – معاذ الله ثم معاذ الله - قد تعهدت بناء على تعهدكم بتقديم الأنفار المطلوبة، وقد التمسـت في العريضة التي أقدمها الآن عقر دولة مولانا ولي النعم عن التردد والامتناع الذي بدا منكم قبلاً مع ما قمتم به من تعهد. هذا ما استصوب أن يقوله الأمير المومأ إليه للشيوخ المذكورين على أن يطلب منهم في الوقت الحاضر أنفار أورطة واحدة مكونة من ثمانمائة رجل، على نحو ما تم توزيعهم عـلى الشيوخ قبلاً وأن يكتب الأمير إلى شيوخ المقاطعات نص ما سيقال لشيوخ العقل، وقد كتبت في يوم الخميس إلى شيوخ العقل بوجوب حضورهم. وقدموا في الجمعة وألقى عليهم الأمير المومأ إليه، بحضور عبدكم، البيان السالف الذكر فأبدوا ما هنالك من أعذار دينية وقالوا: إن الدروز يؤثرون أن يفنوا جميعهم في أوطانهم على أن يتخلوا عن دينهم، فلا يرضون الدخول في النظام. أما