صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/14

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وبين كل منهم وأخيه عشر سنين .

قيل: إن عقيلًا كان أحب هؤلاء الإخوة إلى أبيه، فلما أصاب القحط قريشًا وأهاب رسول الله — عليه السلام — بعميه حمزة والعباس أن يحملوا ثقل أبي طالب في تلك الأزمة جاءوه، وسألوه أن يدفع إليهم ولده ليكفوه أمرهم، فقال: دعوا لي عقيلًا وخذوا من شئتم، فأخذ العباس طالبًا، وأخذ حمزة جعفر، وأخذ النبي — عليه السلام — عليًّا كما هو مشهور، فعوضه إيثار النبي بالحب عن إيثار أبيه، ولكنه عرف هذا الإيثار في طفولته الأولى، فكان سابقة باقية الأثر في نفسه على ما يبدو من أطوار حياته التالية، وجاءت لهذه السابقة لواحقها الكثيرة على توقع واستعداد، فتعود أن يفوته الحق والتفضيل وهو يدرج في صباه.

وربما صح من أوصاف عليٍّ في طفولته أنه كان طفلًا مبكر النماء سابقًا لأنداده في الفهم والقدرة؛ لأنه أدرك في السادسة أو السابعة من عمره شيئًا من الدعوة النبوية التي يَدِقُّ فهمها، والتنبه لها على من كان في مثل هذه السن المبكرة، فكانت له مزايا التبكير في النماء كما كانت له أعباؤه ومتاعبه التي تلازم أكثر المبكرين، ولا سيما المولودين منهم في شيخوخة الآباء …

ونشأ — رضي الله عنه — رجلًا مكين البنيان في الشباب والكهولة، حافظًا لتكوينه المكين حتى ناهز الستين …

قال واصفوه وهو في تمام الرجولة إنه كان رضي الله عنه ربعة أميل

–١٤–