صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/18

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

تقول على سبيل التأسي بعد موته: لو كان قاتل عمرو غير قاتله بكيته أبدًا ما دمت في الأبد لكن قاتله من لا نظير له وكان يدعى أبوه بيضة البلد

فكانت شجاعته من الشجاعات النادرة التي يشرف بها من يصيب بها ومن يُصاب …

ويزيدها تشريفًا أنها ازدانت بأجمل الصفات التي تزين شجاعة الشجعان الأقوياء … فلا يعرف الناس حلية للشجاعة أجمل من تلك الصفات التي طبع عليها علي بغير كلفة ولا مجاهدة رأي، وهي التورع عن البغي، والمروءة مع الخصم قويًّا أو ضعيفًا على السواء، وسلامة الصدر من الضغن على العدو بعد الفراغ من القتال.

فمن تورعه عن البغي، مع قوته البالغة وشجاعته النادرة، أنه لم يبدأ أحدًا قط بقتال وله مندوحة عنه، وكان يقول لابنه الحسن: «لا تدعوَنَّ إلى مبارزة، فإن دعيت إليها فأجب، فإن الداعي إليها باغٍ والباغي مصروع» …