صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/5

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
بسم الله الرحمن الرحيم

تقدمة

في كل ناحية من نواحي النفوس الانسانية ملتقى بسيرة على بن أبي طالب رضوان الله عليه ..

لأن هذه السيرة تخاطب الإنسان حيثما اتجه اليه الخطاب البليغ من سير الأبطال والعظماء ، وتشير فيه أقوى ما يثيره التاريخ البشرية من ضروب العطف و مواقع العبرة والتامل .

في سيرة ابن أبي طالب ملتقى بالعاطفة المشبوبة والاحساس المتطلع إلى الرحمة والإكبار . لأنه الشهيد أبو الشهداء ، يجري تاريخه وتاريخ أبنائه في سلسلة طويلة من مصارع الجهاد والهزيمة، ويتراءون للمتتبع من بعيد واحدا بعد واحد شيوخا جللهم وقار الشيب ثم جللهم الشيف الذي لا يرحم ، أو فتيانا عوجلوا وهم في نضرة العمر يحال بينهم وبين متاع الحياة ، بل يحال بينهم أحيانا وبين الزاد

والماء ، وهم على حياض المنية جياع ظماء .. وأوشك الألم الصرعهم

–٥–