صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/6

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أن يصبغ ظواهر الكون بصبغتهم وصبغة دمائهم ، حتى قال شاعره فيلسوف كابي العلاء لا يظن به التشيع بل ظنت باسلامه الظنون :

وعلى الأفق من دماء الشهيد
بن علي ونجله شاهدان
فهما في أواخر الليل فجرا
ن، وفي أولياته شنقان

وهذه غاية من امتزاج العاطفة بتلك السيرة قلما تبلغها في سير الشهداء غاية ، وكثيرا ما تتعطش اليها سرائر الأمم في قصص الفداء التي مرت بها تواريخ الأديان ..

وفي سيرة ابن أبي طالب ملتقى الخيال حيث تحلق الشاعرية الانسانية في الأجواء أو تغوص في الأغوار . فهو الشجاع الذي نزعت به الشاعرية الانسانية منزع الحقيقة و منزع التخيل، واشترك في تعظيمه شهود العيان وعشاق الأعاجيب ... ألم يحارب المردة في فلواتها ؟.. ألم يخلق له الرواة أندادا من المناجزين المبارزين لم يخلقهم الله ؟.. ألم يستصغر عليه المحبون الغالبون في الحب أن يصرع من عرفنا من خصومه فأنشئوا له من الخصوم المغلوبين من لم يعرفهم ولم يعرفوه؟ .. ألم يوشك من وصفوه ووصفوا وقعاته وفتكاته أن يلحقوه باب ال الأساطير وهو أصدق الأبطال في أصدق مجال .

–٦–