صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/9

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وهم يساقون إلى الحفيرة الموقدة : أنه الله وانه هو الذي يعذب بالنار! ...

وهناك الخوارج المملاة يعلنون فره ويطلبون منه التوبة الى الله عن عصيانه .. ويسبونه على المنابر كما سبه خصومه الأمويون الذين خالفوهم في العقيدة ووافقوهم على السيباب ..

میدان من ميادين الملاحاة لم يتسع قط میدان متسعه في تواريخ الأبطال المعرضين للحب والبغضاء : يقول اناس" : إله . ويقول اناس: کافر مطرود من رحمة الله !...

وناحية أخرى من نواحي النفس الكثيرة تلاقيها سيرة الامام في أكثر من طريق : وتلك هي ناحية الشكوى والتمرد أو ناحية الشوق الى التجديد والاصلاح .

فقد أصبح اسم علي علما يلتف به كل مغصوب ، وصيحة ينادي بها كل طالب انصاف ، وقامت ، باسمه الدول بعد موته لأنه لم تقم له دولة في حياته . وجعل الغاضبون على كل مجتمع باغ ، وكل حكومة جائرة . يلوذون بالدعوة العلوية كانها الدعوة المرادفة لكلمة الاصلاح ، أو كانها النفس الذي يستروح اليه مكظوم .. فمن نازع في رأي ، ففي اسم على شفاء لنوازع نفسه ، ومن ثار على ضيم ففي اسم علي حافز

الثورته ومرضاة لغضبه ، ومن واجه التاريخ العربي بالعقل أو بالذوق

–٩–