صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/109

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

6 هی خير الحق من 6 في كل كبيرة وصغيرة ، ولا يعفيه من اللوم أنه أحسن الاختيار قال يوما لمن حوله : « أرأيتم اذا استعملت عليكم خير من أعلم ثم أمرته بالعدل أكنت قضيت ما عليه .. قالوا : نعم . قال : لا ، حتى أنظر في عمله أعمل بما أمرته أم لا ? .. و عهوده على نفسه العهود التي تؤخذ على ولاة الأمر ، وأبينها لاحدود القائمة بين الراعي والرعية ، وخير ما فيها أنه كان يحث الناس على الاستغناء عن التحاكم الى الحكام خلافا لأصحاب الأمر الذين یو دون لو فرضوا لأنفسهم حكما في كل شيء فكان يقول لهم : « أعطوا أنفسكم ولا يحمل بعضكم بعضا على أن تحاكموا الى وجمع صلاح الأمر في ثلاث : « أداء الأمانة ، والأخذ بالقوة . والحكم بما أنزل الله ، وصلاح المال في ثلاث : « أن يأخذ من حق - ويعطى في حق ، ويمنع من باطل » وعاهد الناس فقال :« لكم على ألا أجت شيئا من خراجكم ولا ما أفاء الله من وجهه ، ولكم على اذا وقع في يدي ألا يخرج مني الا في حقه ، ولكم على أن أزيد عطاياكم وأوراقكم ان شاء الله ولكم على ألا ألقيكم في المهالك ولا أجمركم - أي أحبسكم - - في ثغوركم ، واذا غبتم في البعوث فأنا أبو العيال حتى ترجعوا اليهم .. فاتقوا الله عباد الله ، وأعينوني على أنفسكم بكفها عني وأعينوني على نفسي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأحفاری النصيحة فيما ولانی أمركم » . ومن أوائل عهوده في بيان الحق الذي يرشح الحاكم لولاية الحكم : « أيها الناس : اني قد وليت عليكم ولولا رجاء أن أكون خيركم لكم وأقواكم عليكم ، وأشدكم استضلاعا بما ينوب من مهم أموركم ما وليت ذلك منكم » فأحق الناس بالحكم أقدرهم على البر والحزم والنهوض بالأعباء ، وليس له في غير ذلك حق يرشحه للحكومة (1) أي أجمع • (۲) الثغر : موضع المخافة من فررج البلدان • عليكم الا وأسد ثغور کم 6 اله .