صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/123

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-ه ۱۲سیم فبنيت الكوفة على هذا التخطيط وعلم أن الجند بشکون الشتاء ويعوزهم الملجا الذي يسكنون إليه بعد الغزو في حدود فارس . فكتب إلى عتبة بن غزوان أن « ارتد لهم منزلا قريبا من المراعي والماء ، ووصفه له ما يلزم من مواته وخططه فست البصرة عند ملتقى النهرين وهو الذي أشار على عمرو بن العاص أن يحفر خليجا بين النيل وبحر الاتصال المرافق بين مصر وعاصمة الدولة ، وضرب له الموعد حولا) يفرغ فيه من حفره واعداده لمسير السفن فيه ، فساقه م، ولم يأت الحول حتى جرت فيه السفن ويسمى خليج أمير المؤمنين ، ولم يزل مفتوحا حتى ضيعه الولاة وغفل عنه الخلفاء القلزم من جانب الفسطاملی

من 6 (1). والفتور . ومن فلاسفة العصر (1) فسياسته النعميرية وافية بالغرض منها لعصره ، وقد يلاحظ عليها أبناء العصر الحاضر شيئا لا يوافقهم کالجد ارتفاع الدور والزهد في تشييد القصور . أما هو فالوجه الذي توخاه في سياسة التعمير أن خمی الدولة في نشأتها من الترف والبذخ، وأن يحول بين الجند و بين الاستنامة الى متاع القصور المشيدة والصروح المردة" وما فيها من بواعث الوهن الحاضر من يحسب ضخامة البناء دليلا على ابتداء الضعفه وعفاء العقيدة ، ويقول « شبنجلر » أحد هؤلاء الفلاسفة : أن الأمم في نهوضها تعبر طريقين مختلفين : طريق العقيدة وقوة النفس وتلازمه بسالة الظواهر وعظمة الضمائر ، وطريق الفخامة المادية والوفرة العددية وفيه تنحل الضمائر وتخلفها العظمة التي تقاس بالباع والذراع وتقدر بالقنطار والدينار ، وكانت قبل ذلك نتقاس بما يحس من العزائم والأخلاق وعمر على كلتا الحالتين لم يتعد طبائع الأشياء ، ولم يأخذ في زمانه بغير الصالح من الآراء وقصارى القول ان هذا الرجل لم تواجهه في ولاياته الواسعة صعوبة (1) أي يحتاجون ويفتقرون اليه . (۲) : أطلب ۰ (۳) أي سنة (4) تمريد البناء : تمليسه . (5) الضعف • (6) من قولهم : عفا المنزل : أي 4 4 درسي