صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/125

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

س-۲۷ { حسب اياه وأحاطتنا يستدعيه من تدمير وانجاز وخلق وهيبة . فكم بين المدينة وتلك الأطراف في زمن أسرع وسائله بعير سريع .. وكم عمل الملاحقة كل جيش يسير وكل بلد يفتح ، وكل أمة تحكم ، وكل عارض يطرأ على غير رقبة ولا سابقة خبرة ? تجنيد الجيوش لشتى الميادين وليس بسهل ، واختيار القواد على ما يندبون له وليس بسهل ، والأمر بكل حركة على حسب كل میدان وليس بسهل ، والسؤال عن قادة الاعداء ومداور اتهم ليسقصی خبرهم ويعرف ما يقابلهم به من الكيد والعدة وليس بسهل ، واننساء المدن والعمائر في مواضعها ، واقامة الدواوين عند الحاجة اليها ، وارضاء الأمم والجيوش بالاصغاء إلى شكايانهم ولو جاءت في غير أوانها ،، والنهوض للكوارث والأزمات بما ينبغي لها ، والمشاورة لمن تسمع منه المشورة والاجتهاد بالرأي عندما تختلف الآراء ، والاشتغال بکل شاك كأنه لا يشتغل بغير ما شکاه ، وخدمة الناس في دينهم وخلقهم كخدمته اباهم في دنياهم ودولتهم ، وتجدد هذه المتاعب يوما بعد يوم، وشهرا بعد شهر ، وعاما بعد عام . وهي شاقة لا سهولة فيها على غير صاحبها القدير عليها ولو زاولها عرضا إلى أيام 6 .

وجليل بعض هذا غاية الجلال لو أن صاحبه قنع منه بالاشراف والمراجعة ولم يعمل بيده فيه كأنه خادم البيت المرهق وأجير الديوان الصغير ، لكنه كما تعلم كان يكدح بيده ويحمل على ظهره وتعقب بعينه ، ولا بدع أحد من خدام الدولة الواسعة الا وهو شريك له في مثل ما يتولاه وأكبر ما يستحق الاكبار في هذا الرجل الكبير انه كان قادرا على الدول وعلى فنح الأمصار ، ولكنه راض القدرتين فلم يقدم على الامصار إلا بمقدار فليس الفتح شهوة عنده ولا المجد الحربي لبانة من لاناته ، وهو على .. تأسیس (1) أي ترقب وتوقع وانتظار (۲) أي عظيم •