صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/127

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۲۱ ا و من حيث نزلوا .. فتجدد القتال وقد طال تردد عمر في فتح مصر ، ولم ينبعث الى غزوها حبا للغزو ولهجا" بالفتوح ، ولولا أن علم أن أربطون قائد الروم في بيت المقدس فد فر منها إلى مصر ليتشد فيها الحشود ويتأهب تلكر على الشام لطال تردده في الزحف عليها . ومع هذا أوشك أن يسترجع عمرو بن العاص بعد اشخاصة اليها ، ونهاه عن الايفال في المغرب بعد فتحها ، لأن السطوة - وهو مقتدر عليها - لم تكن تزدهيه ولا تنويه ، ولأن الفن بالأرواح أغلب في طبعه من الشغف بالفتوح و « أن رجلا من المسلمين أحب الى مائة ألف دينار 1

  • * *

الأكبار من 4 فلا يخطىء القائل الذي يقول ان الاناة في السطوة أكبر ما يستحق هذا الخلق الرفيع ، وان دلالته الانسانية أكبر دلالة يشتمل عليها هذا السجل الحافل بالمآثر . لأنه يرنا القوة كيف تكون نعمة انسانية عالية ولا تكون لزاما نقمة من نقم الأثرية والأنانية ، ويرينا الرجل كيف يقوى فلا يخافه الضعيف بل يخافه من يخيف الضعفاء وبحق يتزود بهذه القوة مؤسس دولة تقوم على دين ، لأن الدولة قد تقيمها القوة الطاغية ، أما الدين فلا يهدمه شيء كما تهدمه قوة الطغيان ان البأس الذي رزقته نفس عمر الحظ عظيم . ولكنه لو كان في يدي غيرها لقد يكون نصيبها منه أوفي من نصيبها وهو في يديها ، فلم يشحذه قط لغرض يخصه دون غيره ، ولم يضرب به قطر بمعزل عن الايمان حتى في أيام الجاهلية . فلو لم يقع في روع أن محمدا أهان قريشا وانقص دينها لما تصدى له بأذى ، ولولا حرمة الايمان الجاهلي عنده لما ثار علی ایمان محمد وصحبه وغاية ما هنالك انه فرقی بین ایمان و ایمان ، قفي الجاهلية كان ايمانه (۱) : المولوع به . عمر عمر 6