صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/133

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

به ۱۲ + عمر من أعجل الناس بالاتهام ، لا تهم . بهذا ولا بما يشبهه و يدانيه وانما تدل جملة أخلاته على ان الخلق الذي ألزمه حياة الشظف انما هو خلق توی پروض صاحبه على ما يريد، وليس بخلق ضعيف ، يجفل من التصرف والتكليف ، اجفال العجز والرهبة والوسواس وفي « طبيعة الجندي » التي قدمنا الكلام فيها بعض التفسير لنظرته في حساب نفسه وفي الموقف الذي اختار أن يقفه بين يدي الله . فهو يعلم ان الله شديد الحساب وان الله رحيم ، ولكن الجندي القوى اذا وقف بين بدي مولاه جعل تعويله على الوفاء بالأمر وقضاء الواجب في أدق تفاصيله ، ولم يجعل معوله الوحيد على طلب الرحمة والصفح عن الخطيئة ، فان جاءه الصفح من مولاه فليس هذا بمعفية أمام نفسه من استقصاء الحساب ولو جار عليها . فأكرم لطبيعته الجادة القوية أن يجور على أن يترخص في اعطائها ثم يتعرض للصفح والغفران وكان وفاؤه لحق الصداقة ، كوفائه لحق الله ، سببا من أسباب هذا الشظف الذي عاش عليه بعد النبي وخليفته الأول . فقد أبي له وفاؤه أن يعيش خيرا مما عاشا ، وأن يستبيح - وقد صار الأمر اليه - حظا لم . يستبيحاه ، وكثيرا ما توسل اليه خاصته أن يشفق على نفسه وأقنعوه بما علموا أنه أدنى الى اقناعه ، وهو أن يتوسع في العيش ليكون ذلك أقوى له على الحق ، فكان يقول لهم : « قد علمت نصحكم . ولكني تركت صاحبي على جادة ، فان ترکت جادتهما لم أدركهما في المنزل ، ، وكلما نصح له ذووه ومنهم بنته حفصة أن يستكثر من الطعام الطيب والنعمة السائغة سألها : كم كان نصيب النبي من ذاك وأنت تعرفين نصية ? فيكون السؤال هو الجواب ثم كانت رغبته في اقامة الحجة على ولاته وعماله سببا آخر من أسباب شظفه وقناعته بالقليل ، فقد يستحي أحدهم أن يكون ليغني وخليعته قانع لا يطمع في اكثر من وما كان عمر بالذي يجهل ما عرفه الناس من مروءة « الأبهة والوجاهة (۱) : المنزعج . (۲) ساغ الشراب : سهل مدخله في الخلق ، وساغ له ما فعل : جاز ۰ (۳) أي القوة الضروري = هذا أو من الكفاف")