صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/137

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۳۹ وعلى حق من يشاء أن يلبس ما يشاء ويسير حيث يشاء ولكن ماذا تصنع الحضارة العصرية بالنساء المريات اللاتي يتنكرن ازياء الحرائر وأوين إلى البيوت في أحيائهن ويخرجن معهن الى الطريقة وبماذا يختلف شأن النساء المريبات من شان الاماء في كن فيه متهمات الاعراض ? .. زمن 6 . - - عمر و رأی عمر رجلا يتبختر ويمشي مشية قبيحة لا تليق بالرجال فأمره أن يتركها فأبى ، وزعم أنه لا يطيق ترکها .. فجلده ، وعاد بعد جلده إلى التبختر فجلده مرة أخرى . ثم مضت أيام وجاءه الرجل وقد ترك تلك المشية القبيحة ودعا له : جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين . ان كان الا شیطانا أذهبه الله بك . الحرية الشخصية مرة أخرى ! .. غير أن في عقوبته هذه انما كان يعاقب على أمر نهی عنه القرآن وليس له أن يبيحه بحال ، فهو قانون يعرفه من أوقع العقاب ومن وقع عليه ، ومن شهدوه وأقرأوه .. وكلهم يأبى أن يمشي في الأرض مرحا) وبعدها من قبائح الآداب ولكننا في العصر الحديث تقسم النواهي والأوامر الى قسم يحاسب عليه القانون وقسم يحاسب عليه العرف المأثور . وعقاب العرف حق الامة وليس بحق الحكومة والقضاء وحجة العصر الحديث أن العقاب القانوني هنا غیر منصوص عليه وليس النص عليه بمستطاع ، وربما فتح الباب للاغراض والأهواء واستبداد الحاكمين اذا استطيع وعندنا ان حجة العصر الحديث في هذا ناهضة لا شك في صدقها ، ولكنها ان نهضت فانما تنهض على العصر الحديث ولا تنهض على عمر ولا على من وثقوا بعدله واسلموه زمام العرف والقضاء على السواء (۱) أي يتصنع الحس أو التكسر في مشيته: (۲) : شدة الفرح (3) المراد بالزمام هنا : المقود . ... .