صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/138

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ب- ا فماذا لو استطاع العرف في عصرنا أن يحاسب الناس بالحبس والجلد والغرامة على رذائل الذوق وقبائح الآداب دون أن يخطيء أو يجوز ?.. أبي الاصلاح وهو آمن عقباه .. أن أباه فليس صوابه في آبائه بأكبر من صواب عمر في تقريره ، وليس على ولا على رعيته جناح أن يطمئنوا إلى عدل يعبينا أن نطمئن الى مثله مي

  • * *

أحدا فضرع 4 . وقد تقدم أن عمر غضب على الحطيئة لهجائه الناس ، ونهاه أن هجو عاليه الرجل وقال : اذن أموت ويموت عيالي من الجوع ، فأنذره ليقطعن لسانه ! ثم عطف عليه فساومه على ترك الهجاء بثلاثة آلاف درهم ، فسلم الناس من لسانه واستغني عن هذه الصناعة ما عاش عمر .. ثم عاد اليها بعد موته ان أمين الحساب في خزائن الدول الحديثة يحار في أي باب من أبواب المصروفات يضع هذه الدراهم التي اشترى بها هجاء الحطيئة ، ولكنه لا يحار طويلا حتى يذكر باب الدعوة وما تنفقة الدول من الملايين ثمنا الثناء والهجاء. فيضعها هنالك وهو أهدأ ضميرا مما وضع في الباب کله ، لأنه مال تنتفع به الرعية وتنتفع به الأخلاق ، ولا نفع فيه لذوات الحاكمين ولنضربه أمثلة من طراز آخر على الطريقة العمرية التي يستغربها المصريون وهم مخطئون في استغرابها أو قادرون على النظر اليها كما ينظرون الى المألوفات ، لو أطلقوا عقولهم من عقال الصيغ والاشكال ونفذوا من ورائها الى الجواهر والأصول كان عمر يعمل في المدينة فسمع صوت رجل وامرأة في بيت ، فتسو الحائط فاذا رجل وامرأة عندهما زق خمر ، فقال : يا عدو الله !.. أكتت ترى أن الله يسترك وأنت على معصية ?.. فقال الرجل : يا أمير المؤمنين أنا عصیت الله في واحدة وأنت في ثلاث ، فالله يقول : « ولا تجسسوا % وأنت تجسست علينا . والله يقول : « وأتوا البيوت من أبوابها وأنت (1) أي خضع وقال في مذلة ومسكنة : (؟) : القيد . (۳) : تسلقه . (4) وعاء من الجلد غير المنتوف . (5) من الآية : ۱۲ من سورة الحجرات (1) من الآية : ۱۸۹ من سورة البقرة !

(1) 6